قسم الأخبار الدولية 17/02/2025
في تصريح متوتر، عبر الرئيس اللبناني جوزيف عون عن قلقه العميق من إمكانية عدم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان بحلول الموعد المحدد في 18 فبراير، وأكد أن لبنان لم يعد يحتمل تداعيات حرب جديدة. خلال استقباله وفدًا من نقابة المحررين، أشار إلى أن إسرائيل لا يمكن الوثوق بها، معتبرًا أن عدم الالتزام بالموعد المحدد قد يفاقم الأوضاع ويزيد من التوترات في المنطقة. ولفت إلى أن الجيش اللبناني مستعد للتدخل في المناطق التي ستغادرها القوات الإسرائيلية لضمان استقرار الأمن الداخلي. شدد عون على أن الرد على أي تصعيد إسرائيلي سيكون بتحقيق إجماع وطني، موضحًا أن الخيار العسكري لا يمثل حلاً لصالح لبنان.
التحديات أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار: معركة الضغط على إسرائيل
يواجه لبنان، الذي ظل يحافظ على سياسته المتوازنة من خلال الدبلوماسية والحوار، تحديات كبيرة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. مع تمسك إسرائيل ببعض المواقع الحدودية رغم الانسحاب الجزئي من القطاع الغربي والشرقي، لبنان يدعو رعاة الاتفاق، خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، إلى لعب دور أكبر في ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق. رئيس الجمهورية اللبنانية شدد على ضرورة إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل والضغط عليها لتنفيذ بنود الاتفاق في الوقت المحدد، بما في ذلك إعادة الأسرى اللبنانيين.
الأبعاد الداخلية: سلاح حزب الله ومصير سيادته الوطنية
فيما يتعلق بـ سلاح حزب الله، أشار الرئيس عون إلى أن مستقبل السلاح يظل قضية حساسة تتطلب حوارًا داخليًا بين جميع الأطراف اللبنانية. وبينما تسعى الدولة اللبنانية إلى استعادة سيادتها الوطنية، يرى عون أن إيجاد حلّ سلمي وموحد يتطلب حوارًا شاملًا يجمع جميع القوى السياسية اللبنانية. وأضاف أن سلاح حزب الله جزء من قضية أكبر تتعلق بوجود حلول وطنية شاملة، بعيدة عن التدخلات الخارجية. وفي هذا السياق، يعتبر الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب الخطوة الأولى نحو تعزيز الاستقرار اللبناني وحماية سيادته.
التمسك الإسرائيلي: استمرار العمليات العسكرية في الجنوب
ورغم تنفيذ انسحاب جزئي من القطاعين الغربي والأوسط، تستمر إسرائيل في فرض سيطرتها على بعض المناطق في القطاع الشرقي، حيث يتم تنفيذ عمليات تفجير واسعة النطاق، مما يعزز القلق اللبناني من أن يكون الانسحاب الجزئي غير كامل. وتواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية واستهدافات على مواقع في الجنوب اللبناني، وهو ما يعكس تمسك إسرائيل بسياسات الاستيطان العسكري حتى اللحظة.
التصعيد والتوترات: تبادل الاتهامات بين لبنان وإسرائيل
وتبقى الاتهامات المتبادلة بين حزب الله و إسرائيل بشأن خرق الاتفاقات قائمة، حيث حمل نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، الدولة اللبنانية مسؤولية ضمان الانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل في الموعد المحدد. في ذات الوقت، ترفض إسرائيل أي تمديد للاتفاق، متمسكة بمواقفها الأمنية على طول الحدود، في حين ترى الحكومة اللبنانية أن إسرائيل تهدف إلى إبقاء قبضتها الأمنية على المناطق الحدودية لفرض توازنات جديدة في المنطقة.
الدور الدولي: ضغط مستمر على الأطراف المعنية
وفي سياق دولي، تُواصل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة و فرنسا دعواتها إلى ضمان تنفيذ الاتفاقات، حيث أكدوا على ضرورة عدم التهاون في التنفيذ الفوري للانسحاب الإسرائيلي، وأهمية استعادة الاستقرار في المنطقة. لكن، المجتمع الدولي يواجه تحديًا كبيرًا في دفع إسرائيل للالتزام، في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني تطورات ميدانية خطيرة تستدعي التنسيق المشترك من كافة الأطراف الفاعلة لضمان التهدئة الفعالة وحماية الحقوق الإنسانية للمواطنين في المنطقة.
التوجهات المستقبلية: هل نقترب من نهاية الأزمة؟
في ظل التحركات الدولية والمواقف اللبنانية الموحدة، يبقى الانتقال إلى مرحلة ما بعد الانسحاب تحديًا أساسيًا في الملف اللبناني. ففي الوقت الذي يسعى لبنان إلى تعزيز سيادته الوطنية من خلال الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، تظل القضية الأمنية المرتبطة بـ سلاح حزب الله وتداعياته على الاستقرار الإقليمي ملفًا مفتوحًا يتطلب توافقًا داخليًا عميقًا بين القوى اللبنانية، مع الحفاظ على التوازنات الدقيقة في المنطقة.