الأحد. فبراير 23rd, 2025

اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده فقدت أكثر من 46 ألف جندي منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير 2022، مشيرًا إلى إصابة 380 ألفًا آخرين بجروح، إضافة إلى فقدان عشرات الآلاف بين أسرى ومختطفين، بينهم 19,500 طفل تم نقلهم قسرًا إلى روسيا. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه أوكرانيا ضغوطًا عسكرية متزايدة، بينما تتواصل الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للنزاع.

أوكرانيا تواجه استنزافًا بشريًا وسط تعقيدات الأزمة الإنسانية

أكد زيلينسكي، في مقابلة مع شبكة NBC News الأميركية، أن بلاده تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، حيث لا تزال آلاف العائلات تبحث عن أبنائها المفقودين في ظل استمرار العمليات العسكرية. وأوضح أن حكومته تعمل مع المنظمات الدولية لاستعادة الأطفال الذين تم نقلهم إلى روسيا، لكنه وصف المهمة بأنها “معقدة” نظرًا لاستمرار الحرب وغياب أي تفاهمات واضحة مع موسكو.

ترامب يدخل على خط الأزمة وموسكو تراقب بحذر

في سياق متصل، كشف زيلينسكي عن مكالمة هاتفية أجراها مؤخرًا مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أبدى اعتقاده بقدرته على دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجلوس على طاولة المفاوضات. إلا أن زيلينسكي شدد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون شاملًا، بمشاركة أوروبا والولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا وروسيا، لضمان تحقيق حل دائم وعادل.

من جانبه، قال ترامب إنه قد يجتمع “قريبًا جدًا” مع بوتين لبحث سبل إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن وفدين أميركيًا وروسيًا سيجتمعان في السعودية لمناقشة المبادرات المطروحة، في خطوة قد تعكس تحركًا دوليًا أكثر جدية تجاه إنهاء النزاع.

المساعدات العسكرية ودورها في حسم المعركة

وسط هذه التحركات الدبلوماسية، جدد زيلينسكي التأكيد على أن المساعدات العسكرية الغربية، وخاصة الأميركية، تظل عنصرًا حاسمًا في قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجوم الروسي. لكنه أقر ضمنيًا بأن بلاده تواجه تحديات كبيرة على الأرض، حيث تتزايد خسائرها البشرية والمادية مع استمرار القتال على الجبهات الرئيسية.

مستقبل الحرب: تصعيد أم تسوية؟

مع دخول الحرب عامها الثالث، يبدو المشهد أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. ففي حين تصر روسيا على إجبار أوكرانيا على التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى الكيانات العسكرية الغربية، تؤكد كييف أنها لن تتنازل عن أي شبر من أراضيها المحتلة. وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل، لا تزال المعارك مستمرة، ما يجعل أي تسوية محتملة رهينة التطورات العسكرية والسياسية المقبلة.