قسم الأخبار الدولية 17/02/2025
أكدت السويد وبريطانيا استعدادهما لإرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا، في حال تطلب الوضع ذلك، في خطوة تعكس توجهاً أوروبياً متزايداً نحو تعزيز الانخراط العسكري في الصراع الدائر هناك. يأتي هذا الموقف بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده لن تتوانى عن نشر قوات في أوكرانيا إذا لزم الأمر، بينما أكدت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينيغارد أن ستوكهولم لا تستبعد أي خيار لدعم الاستقرار في البلاد.
موقف بريطاني حازم ودعوة لزيادة الإنفاق الدفاعي
في مقال نشرته صحيفة تلغراف البريطانية، شدد كير ستارمر على ضرورة أن تتعاون أوروبا وأميركا بشكل وثيق لضمان أمن أوكرانيا، داعياً الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها الدفاعي وتوسيع دورها داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو”. كما أشار إلى أهمية الدعم الأميركي في ردع أي تصعيد روسي محتمل، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة على منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شن هجوم جديد.
ورغم دعمه لانضمام أوكرانيا إلى “الناتو”، أقرّ ستارمر بأن العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، لكنه أكد ضرورة الاستمرار في دعم كييف عسكرياً واقتصادياً لتعزيز قدراتها الدفاعية.
اجتماع أوروبي طارئ وسط تحركات أميركية بشأن أوكرانيا
على وقع هذه التصريحات، يعقد اليوم نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو” اجتماعاً في باريس لتنسيق ردهم على التحديات الأمنية المتزايدة في أوروبا، وسط تقارير تفيد بتسريع الإدارة الأميركية تحركاتها بشأن الملف الأوكراني. يأتي الاجتماع في ظل قلق أوروبي متصاعد إزاء سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي استأنف محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وأعلن عزمه على لقائه قريباً في السعودية لإجراء مفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا.
وفي مؤتمر ميونيخ للأمن، ألقى نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس خطاباً حاداً انتقد فيه الاتحاد الأوروبي، متهماً دوله بفرض قيود على حرية التعبير، كما أشار إلى أن واشنطن تدرس إمكانية الدخول في مفاوضات حول أوكرانيا دون إشراك الحلفاء الأوروبيين.
في هذا السياق، أكد مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الأوروبيين بحاجة إلى تعزيز جهودهم الأمنية والعمل بتنسيق أكبر لضمان الاستقرار في المنطقة. وأوضح أن المبادرات الأميركية قد تسرّع إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن لا بد من ضمان مصالح أوكرانيا وأمن أوروبا بشكل متكامل.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
يحضر الاجتماع قادة كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف “الناتو” مارك روته، ما يعكس اهتماماً أوروبياً متزايداً بإيجاد موقف موحد تجاه الأزمة الأوكرانية.