قسم الأخبار الدولية 17/02/2025
انتخب محمود علي يوسف، وزير خارجية جيبوتي، رئيسًا جديدًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي خلال القمة السنوية الـ38 في أديس أبابا، إثيوبيا، بعد منافسة حادة استمرت 7 جولات من التصويت السري. فاز يوسف بحصوله على 33 صوتًا من أصل 49، متفوقًا على مرشحين آخرين مثل رايلا أودينغا، رئيس الوزراء الكيني السابق، وريتشارد راندريماندراتو، وزير خارجية مدغشقر السابق.
ويعتبر محمود علي يوسف، البالغ من العمر 60 عامًا، واحدًا من أطول الوزراء في الخدمة في القارة منذ توليه منصب وزير الخارجية في جيبوتي عام 2005. تولى منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلفًا للتشادي موسى فكي محمد الذي خدم فترتين. رغم الحملات الانتخابية المكثفة لأودينغا، ساهمت استراتيجية يوسف الدبلوماسية وتواصله مع الدول العربية والإسلامية بشكل كبير في فوزه، في حين أثيرت مزاعم عن محاولة شراء الأصوات من قبل أودينغا، مما أثار تحفظات داخل أروقة القمة.
التحديات الكبرى أمام الرئيس الجديد
يجابه يوسف بتحديات كبيرة مع توليه رئاسة المفوضية الأفريقية، أبرزها الصراعات المستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان. وفي هذا الصدد، تعهد يوسف بالعمل على “إسكات البنادق” عبر حل النزاعات الداخلية وتقديم إصلاحات هيكلية داخل الاتحاد الأفريقي لتعزيز كفاءته.
من أبرز القضايا الملحة التي سيواجهها يوسف، الصراع في الكونغو الديمقراطية، حيث تواصل حركة إم23 تقدمها، واتهمت رواندا بدعم الحركة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، عليه التدخل في الأزمة السودانية التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، في ظل ضغط دولي لوقف النزاع.
الإصلاحات المؤسسية ودعم الاقتصاد الأفريقي
سيكون الضغط من أجل تنفيذ الإصلاحات المؤسسية من أبرز الأولويات، حيث بدأ الاتحاد الأفريقي الإصلاحات منذ عام 2017. يشمل ذلك تعزيز دور مجلس السلم والأمن ومتابعة تنفيذ قرارات القمم السابقة، فضلاً عن تحسين إدارة الموارد المالية وتعزيز الحوكمة الرشيدة لمكافحة الفساد.
إضافة إلى ذلك، يتعين على يوسف تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية لتعزيز التكامل الاقتصادي، وكذلك دعم الاقتصادات الهشة في القارة من خلال إصلاح السياسات المالية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
الرقابة والشفافية في الاتحاد
يواجه الرئيس الجديد أيضًا تحديات إنسانية جراء تزايد الكوارث المناخية والهجرات الجماعية، حيث يتطلب الوضع توفير الدعم اللازم لملايين المتضررين في مختلف الدول الأفريقية.
ويتعين على يوسف أن يعزز آليات الرقابة داخل الاتحاد الأفريقي، لضمان الشفافية في كافة قراراته وعملياته. من المهم أن يعمل على إعادة بناء الثقة بين الدول الأعضاء والمواطنين الأفارقة، لتطوير إدارة فعالة تضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي في القارة.
في ذات القمة، تم انتخاب سلمى مليكة الحدادي من الجزائر نائبة لرئيس المفوضية للفترة 2025-2028، خلفًا للرواندية مونيك نسانزاباغانوا، بينما تولى جواو مانويل جونكالفيس لورينكو، رئيس أنغولا، رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2025.