الأحد. فبراير 23rd, 2025

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن أي حكومة لن تُفرض على الشعب السوداني من الخارج، موجهاً رسالة قوية إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي برفض أي تدخل خارجي في تحديد مستقبل البلاد. جاءت تصريحات البرهان خلال خطاب ألقاه في بورتسودان، حيث شدد على أن السودان لن يقبل بعودة أي شخصية سياسية سبق أن أُطيح بها، في إشارة واضحة إلى رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

موقف حاسم ضد التدخلات الخارجية

رفض البرهان بشكل قاطع أي محاولات دولية لإعادة شخصيات سياسية إلى المشهد السوداني، مؤكداً أن المجتمع الدولي «لا ينبغي أن يضيع جهده» في هذا المسار. وأشار إلى أن من يتحدث باسم الشعب السوداني في الخارج «لا ينبغي أن يحلم بالعودة إلى السلطة»، في إشارة إلى القوى السياسية التي تدعو إلى استعادة الحكم المدني عبر منصات دولية.

إعلان تحالف مدني جديد بقيادة حمدوك

في سياق موازٍ، أعلنت قوى سياسية معارضة، الأسبوع الماضي، تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) برئاسة عبد الله حمدوك، وذلك بعد تفكك تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) بسبب خلافات داخلية حول تشكيل حكومة بديلة للحكومة المدعومة من الجيش، والتي تتخذ من بورتسودان مقراً لها.

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التحركات السياسية لإنشاء حكومة موازية، حيث أكدت قوى سياسية وحركات مسلحة، إلى جانب قوات الدعم السريع، أنها ستوقع ميثاقاً سياسياً في كينيا غداً الثلاثاء لتأسيس كيان سياسي جديد يهدف إلى توحيد المعارضة.

الصراع العسكري يحدد موازين القوى

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تكرست معادلة عسكرية معقدة على الأرض. حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق إقليم دارفور وأجزاء واسعة من ولاية كردفان، فيما نجح الجيش خلال الأشهر الأخيرة في استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية في وسط السودان، مع احتفاظه بالنفوذ في شمال وشرق البلاد.

السيناريوهات المستقبلية

مع احتدام التنافس السياسي بين المعسكرات المختلفة، يتجه السودان إلى مزيد من الانقسام، حيث تتشابك الأزمة السياسية مع الصراع العسكري، مما يعقّد أي جهود للوصول إلى تسوية شاملة. وبينما يرفض الجيش القبول بأي مبادرة تقودها شخصيات مدنية سابقة، تسعى القوى المعارضة إلى فرض بدائل سياسية جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد السوداني في المرحلة المقبلة.