فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجة 22/11/2024
تقديم :
في قرار إستثنائي من إدارة الدفاع المركزية الكورية ، كلفت القيادة العامة في كوريا الشمالية ” الجنرال كيم يونج بوك”، بمهمة دمج القوات الكورية الشمالية مع نظيرتها الروسية، للمشاركة في حرب التحرير التي تخوضها منذ أكثر من عامين في اوكرانيا
ألف جندي كوري يقاتل الى جانب القوات الروسية بقيادة الجنرال “كيم”
كانت أوكرانيا وأجهزة استخبارات غربية، أشارت الشهر الماضي، لوجود نحو 11 ألف جندي مشاة كوري شمالي يتدربون حالياً في شرق روسيا، فيما رجح الرئيس الأوكراني زيلينسكي ، أن يصل عدد الجنود الكوريين الشماليين المرسلين إلى روسيا إلى 100 ألف جندي.
وحتى وقت قريب كانت هوية “الجنرال كيم بوك “مخفية لأن وحدة القوات الخاصة التي كان يقودها والتي يُعتقد أنها الأكبر في العالم، ويبلغ قوامها حوالي 200 ألف جندي، ستتولى مهاماً سرية، حال اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية.
إلا ان السلطة المركزية في كوريا الشمالية، بدأت في تسليط الضوء على الجنرال كيمبأنه المفوض العسكري الكوري الشكمالي الأول لروسيا و الذي يمثل يد موثوقة لقيادة نشر القوات، والتي تشمل القوات الخاصة وقد أثبت بوضوح أنه جدير بالثقة بالنسبة للروس .
ووفق الصحيفة الأميركية، يُعتقد أن كيم سافر إلى روسيا مع الدفعة الأولى من القوات الكورية الشمالية، إذ تحول إلى مساعد متكرر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وزار المناطق المتضررة من الفيضانات، وأشرف على تدريبات القوات الخاصة والتدريبات المدفعية رفقة الرئيس. بعد زيارة أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونج يانج في يونيو الماضي، عندما اتفقت الدولتان على اتفاق دفاعي مشترك.
جنرال بشخصية غامضة مرعبة للغرب
تتطرق قاعدة بيانات حكومة كوريا الجنوبية للنخبة الكورية الشمالية، والتي تضم أكثر من 680 مسؤولاً استناداً إلى معلومات استخباراتية من وكالة التجسس والمعلومات المتاحة للجمهور، لكن كيم ذُكر اسمه ولقبه الوظيفي فقط، دون معرفة تفاصيل أخرى مثل عمره أو مسقط رأسه أو سيرته الذاتية.
وهذا يتعارض مع الشهرة التي تحظى بها النخبة العسكرية في كوريا الشمالية. وفي عام 2015، تم ذكر اسم كيم في وسائل الإعلام الرسمية، عندما تمت ترقيته لقيادة القوات الخاصة في كوريا الشمالية.
وبعد عام، تم انتخابه لعضوية الهيئة الرئيسية لصنع السياسات في البلاد، اللجنة المركزية لحزب العمال، وأصبح صعوده أكثر وضوحاً في اجتماع يوليو 2020، حيث أهدى كيم جونج أون كبار الجنرالات في كوريا الشمالية مسدسات تذكارية.
وأُطلق على الأسلحة آنذاك اسم “بايكتو”، في إشارة إلى جبل مقدس كان وفقاً للتقاليد الكورية الشمالية بمثابة قاعدة لمقاتلي حرب العصابات الذين يقاتلون اليابانيين.
لكن كيم جونج أون عاد إلى الغموض مرة أخرى، عندما تم وصف الجنرال كيم باعتباره الرجل الثالث في جيش الشعب الكوري وواحد من أهم 10 شخصيات عسكرية في كوريا الشمالية، وقد يؤدي نجاحه في روسيا إلى دفعه إلى أعلى الرتب العسكرية.
مخاوف أوكرانية -أميركية
إن من بين المخاوف الرئيسية بالنسبة لواشنطن وسول وغيرهما، إمكانية أن تتمكن بيونج يانج، من خلال إرسال قواتها، من الحصول على تكنولوجيا نووية أو صاروخية حساسة في المقابل من موسكو.
خاصة أن الخبرة الميدانية التي اكتسبها جنود كوريا الشمالية ستساعد ، في تحديث تكتيكاتها العسكرية من خلال ملاحظة كيفية خوض الحروب الحديثة.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، إنه “لا يمكن استبعاد المساعدة الروسية المحتملة في إطلاق كوريا الشمالية الأخير لصاروخ باليستي عابر للقارات”.
وذكر “ريو هيناتا ياماجوتشي”، من مركز المجلس الأطلسي البحثي ومقره واشنطن، أن نشر عدد كبير من القوات وكبار الجنرالات مثل العقيد الجنرال كيم يظهر أن كوريا الشمالية جادة بشأن التزامها تجاه روسيا.وأضاف: “هذا يعني أن الكوريين الشماليين يمكنهم اللجوء إلى الروس والقول: أين جانبنا من الصفقة؟ والتفاوض على المزيد من التكنولوجيا المتطورة من روسيا ومصدرها كوريا الشمالية “.
ترسانة عسكرية هامة وهويات جنود متخفية
وفقاً لمسؤولين أوكرانيين وكوريين جنوبيين، فقد أُرسل كيم من بين حوالي 500 ضابط كوري شمالي إلى روسيا، كما أن الجنود الكوريين الشماليين حصلوا على بطاقات هوية مزيفة لإخفائهم كجنود روس، وقد انتقلوا إلى الخطوط الأمامية حاملين معدات روسية ويرتدون زياً روسياً.
بالإضافة إلى القوات والذخائر والصواريخ، يبدو أن عروض كوريا الشمالية لروسيا تتوسع مع وجود العقيد الجنرال كيم على الأرض.
وقال رئيس مركز مكافحة التضليل في مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، إن بيونج يانج “بدأت في توريد أنظمة صواريخ متعددة الإطلاق من طراز M-1991 ومدافع هاوتزر من طراز M-1989 Koksan، والتي جرى إرسالها فوق قطار يتحرك عبر “كراسنويارسك”
خلاصة
وفقا لاخر المؤشرات تمتلك كوريا الشمالية وبطريقة رادعة مهيبة جدا، وفريدة من نوعها عددا ضخما مهولا من مصادر النيران المدفعية التقليدية والحديثة والصاروخية المتعددة برقم لا يقل بأي حال عن 30 ألف قطعة مدفعية قد سلمتها الى روسيا . علاوة على كونها تحتفظ منذ 1970 بقدرات حديثة في مجال الحرب الإلكترونية حيث أنشأت وحدة متخصصة في حرب المعلومات تحت تصورات حروب الاستخبارات الإلكترونية، ومنذ وقتها وهي تمتلك عقيدة عسكرية توسعية بالحرب الإلكترونية بكل فروعها بما فيها استخدام أحدث وأعقد معدات نظم التداخل والرادارات.
ويذكر التقرير أن كيم جونغ اون قد سلم نظيره الروسي بوتين مجموعة تحت مسمى “الوحدة 121” التابع لمكتب استطلاع رئاسة الأركان والمختص بالحروب السيبرانية وشملت الوحدة من 12 ألف إلى 17 ألف من القيادات وبميزانية تبلغ أكثر من65 مليون دولار …