قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 25-10-2024
كشف مصدر مصري مسؤول عن لقاء وفد أمني رفيع المستوى، مع قيادات من حركة حماس في القاهرة، لاستعراض الأوضاع الجارية في قطاع غزة، وبحث سبل تذليل العقبات التي تواجه التهدئة في القطاع.
وبحسب تقارير ومصادر ذكر أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
مفاوضات وهمية ولا جواب يذكر منها
ومن المقرر أن تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأحد المقبل، اجتماعات تهدف إلى استئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بحضور ممثلين عن أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
ويطرح البعض تساؤلات بشأن جولة المفاوضات الجديدة بين إسرائيل وحماس، والعقبات التي تواجهها، وكذلك الفرص، لا سيما في ظل المستجدات الأخيرة، المتعلقة باغتيال إسرائيل ليحيى السنوار.
وتقول المصادر والتقارير أن أي جولة مفاوضات هي ذرّ الرماد على العيون بإعتبار أن الجانب الإسرائلي متعنّت ولا يريد أن تكون لأي مفاوضات أن تنجح هم يريدون مواصلة الحرب حتى يتمّ القضاء على كل الفلسطيين والإنطلاق في الجولة ما بعد غزّة وهي فعلا قد إنطلقت في لبنان وبعدها ستكون اليمن وكل المفاوضات واللقاءات ليس لها جدوى تذكر بل هي مجرد مفاوضات لكسب الوقت، ولن يكون هناك هدنة قبل الانتخابات الأمريكية، واختيار الرئيس.
اتفاقية نتنياهو وترامب والحرب المتواصلة
نتنياهو وعد دونالد ترامب، أنه لن يمنح بايدن أي فرصة لإنهاء الحرب قبل الانتخابات، بل أنه ومع اقتراب موعد الإنتخابات التي لم يبقى عليها إلاّ بضع أيّام سيمتد لهيب الحرب الى مناطق أخرى لأتي ترمب ويصب الغاز على النار في المنطقة بل وستمتد الى جنوب المتوسط… وبحسب مصادر مطلعة يدور الآن في المفاوضات هو مقترح لإطلاق الأسرى من مزدوجي الجنسية، مقابل عدد من الأسرى وهدنة صغيرة، أو تبادل جثث الشهداء الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين… لن يكون هناك نتائج تذكر من هذه المفاوضات واللقاءات فالكل ينتظر الإنتخابات الأمريكية والكيان المارق لا يزال يرتكب جرائمه وفضاعاته.
وفيما يتعلق بإرسال إسرائيل وفد المفاوضات للقاهرة، كما أشرنا منذ البداية فنتنياهو قام بذلك من باب المساومة والتضليل وإضاعة الوقت، لكن دون أي نية للتوصل لاتفاق لتبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار.
وبالنسبة لبلينكن فقد جاء في جولته لإعطاء كيان الإرهاب والإجرام الضوء الأخضر لمزيد من الفضاعات والجرائم مقابل رضاء نتنياهو واللوبي الصهيوني اليميني المتطرف ودعم مرشحتهم هاريس.
إتفاق أمريكي إسرائيلي على وضع العراقيل
كل المتابعين للشأن في الشرق الأوسط يدرك تماما أنّ المنطلقات الأمريكية والإسرائيلية من هذه الجولة الجديدة للمفاوضات، سوف تؤدي للوصول إلى طريق مسدود قبل أن تبدأ، خاصة في ظل التصريحات الأمريكية التي تتعلق بضرورة استثمار غياب السنوار عن المشهد، والتي تدلل على أن واشنطن تسعى لفرض شروط إسرائيلية.
وبحسب مقربين يعتبرون أنّ هذه الشروط تعني فرض صفقة إطلاق النار وتبادل الأسرى وفقا للشروط الأمريكية والإسرائيلية، وهي شروط مذلة ومهينة للمقاومة وللشعب الفلسطيني، وهذا ما يؤكده تصريح بلينكن الأخير الذي قال فيه إنه يجب تحويل النصر العسكري الإسرائيلي إلى نصر استراتيجي، ما يشير إلى التماهي الأمريكي مع الأهداف الإسرائيلية.
كما سيسعى مجرم الحرب نتنياهو جاهدا للمماطلة وتعقيد الأمور في هذه الجولة، معتمدا على ضعف المعارضة الإسرائيلية ودعم اليمين المتطرف، إضافة إلى تجنب واشنطن انتقاد إسرائيل، لا سيما في ظل الانتخابات الأمريكية.
وتفيد التقارير الاستخباراتية والمعلومات أنّ نتنياهو سيستمرّ في سياساته القائمة على تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافه التوسعية، وفتح الجباهات في كامل المنطقة والمماطلة فيما يخص صفقة التبادل والاستمرار في حرب الإبادة ضمانا لمستقبله السياسي، ويعتقد أن الإرث الذي سيخلفه في هذه الحرب على الصعيد الديمغرافي والجغرافي قد يشفع له بعد الحرب إسرائيليا وأمريكيا.
موت السنوار رهان فاشل للصهيوامريكي
لا يوجد أفق في هذه المفاوضات، والرهان الإسرائيلي الأمريكي على ضعف المقاومة أو خضوعها للشروط بعد غياب السنوار رهان فاشل، لأن قبل استهداف السنوار تم تشكيل مجلس قيادة للحركة، لاتخاذ القرارات المصيرية، ولا يمكن أن تفرط في أي من الثوابت التي طرحتها سابقا.
وهذا المجلس متمسك بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف كامل لإطلاق النار وللعمليات العسكرية الإسرائيلية، وعقد صفقة تبادل للأسرى وفق شروط عادلة ومنصفة.
وهذه الجولة ومدى تقدمها منوط بمدى قناعة الولايات المتحدة والضغط الذي سوف يبذل على إسرائيل من أجل فرض معايير عادلة لصفقة التبادل، ترتكز في الأساس على القرارات الأممية، التي صدرت مؤخرا عن مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وغيرها، بحيث يكون الاحتكام للقرارات مقدمة للخوض في صفقة تبادل ووقف الحرب بالمعنى الجدي.
جولة مفاوضات ولدت ميّتة
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الخميس، أن رئيس الموساد دافيد برنياع سيسافر إلى الدوحة يوم الأحد، مشيرا إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، سينضم أيضا إلى هذه المحادثات.
وسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع على أمل استئناف المفاوضات بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، والذي بحسب واشنطن كان “العقبة الرئيسية” أمام التوصل إلى اتفاق.
وأبدت حركة حماس، الخميس، “جاهزيتها” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفاد به مسؤول بالحركة وأن وفدا قياديا من الحركة وصل إلى القاهرة حيث اجتمع مع المسؤولين المصريين.
كما أن حماس أبدت استعدادها لوقف النار، لكن المطلوب التزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات.
وأفادت صحيفة “فايننشيال تايمز”، الخميس، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقترح هدنة مؤقتة أقصر، بدلاً من صفقة متعددة المراحل كانت أيدتها سابقاً، والتي كانت تهدف إلى الإفراج عن جميع المحتجزين وانسحاب إسرائيل من غزة، وإنهاء الصراع بشكل دائم.
وقال دبلوماسي مطلع على آخر الجهود للصحيفة البريطانية، إنها محاولة للتوصل إلى “نسخة مصغرة” من الاتفاق السابق.
وقال الدبلوماسي للصحيفة، إن الاقتراح الجديد من المتوقع أن يتضمن شروطاً مماثلة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، ولكن من المحتمل أن يستمر أقل من شهر.
ومن غير الواضح كيف ستتفاعل حكومة نتنياهو، أو “حماس” مع الاقتراح الجديد.