الثلاثاء. ديسمبر 24th, 2024

تتوالى ردود الفعل الروسية على المستوى الرسمي والشعبي حول ما يجري في لبنان والشرق الأوسط، حيث حظي الوضع اللبناني باهتمام منقطع النظير خلال الشهر الأخير، ونوقشت القضايا اللبنانية بكثير من الاهتمام، مع بروز سيل عارم من المواقف المتعددة بشأن حقيقة ما يجري، ودراسة نتائجه وأبعاده، وربطه حتما بمآلات الصراع في أوكرانيا.

وفيما نددت روسيا بشكل رسمي على لسان وزير خارجيتها والناطقة بلسان وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا بشكل حازم بشأن العدوان ورفض زج المدنيين في اتون صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، تسعى روسيا عبر قنوات مختلفة للتأثير على مجرى الأحداث بشكل أو بآخر، ليس فقط من خلال القنوات الديبلوماسية، بل من خلال علاقاتها المتمددة في الشرق الأوسط، رغم وجود تباعد كبير بين الموقفين الروسي والإسرائيلي بفعل الموقف الإسرائيلي المتدخل بالشأن الأوكراني، وتنطلق روسيا من حساباتها الدقيقة، فهي تزين بميزان الذهب مواقفها ، آخذة بعين الاعتبار الوقائع الميدانية في أوكرانيا والتقدم اللافت للقوات الروسية، والمعادلات التي يفرضها تقدمها في هذا الميدان ، وكذا انتشار قواتها في سوريا، وايضًا التزاماتها تجاه مختلف الأطراف المنغمسة في الصراع، ومصالح مواطنيها وأمنهم على جبهتي القتال نظرًا لوجود مواطنين روس في كل من لبنان وسوريا وإسرائيل وفلسطين المحتلة.

في هذا الإطار أعربت عدة مصادر صحفية عن احتمال قيام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة شخصية إلى قطر للمساعدة في حل الصراع وأفادت قناة ريا كرملين بوول RIA_Kremlinpool القريبة من الكرملين، بأن الرئيس الروسي قد يزور قطر. وتزعم هذه المصادر أن موسكو والدوحة تناقشان الآن توقيت الزيارة المحتملة لبوتين إلى قطر وزيارة الأمير القطري إلى روسيا. فيما لم يتم ذكر تواريخ السفر المحتملة. بعض المطلعين أشاروا إلى أن هذه الزيارة يمكن أن تكون جزءا من الجهود المبذولة لحل الصراع في الشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة غازيتا. رو، أن روسيا وقطر تناقشان زيارة محتملة للرئيس فلاديمير بوتين إلى قطر، وكذلك توقيت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى موسكو. وقد صرح بذلك سفير قطر لدى الاتحاد الروسي أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي. وأوضح الدبلوماسي أن أمير قطر تلقى دعوة من بوتين لزيارة روسيا. من جانبه، دعا الأمير الرئيس الروسي إلى الدوحة، لكن الآن يتم مناقشة مسألة المواعيد.

يشار إلى أن آخر مرة التقى فيها بوتين وأمير قطر في أوائل تموز من هذا العام في أستانا، كازاخستان، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون. ثم تلقى أمير قطر الدعوة المناسبة.

وفي وقت سابق، أفيد أن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان سيجري محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لحضور قمة البريكس في قازان في تشرين الأول، مما سيفعل المشاورات حول الوضع في لبنان والشرق الأوسط، واطلاق المبادرات لإيجاد حلول .

موقف وزير الخارجية لافروف:

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أكد كما أن أساليب الاغتيالات السياسية التي أصبحت ممارسة شبه شائعة، كما حدث في 31 تموز في طهران و27 أيلول في بيروت، تثير قلقاً بالغاً أيضاً. بعد أن شنت إسرائيل غزوها البري على لبنان ليلة الأول من تشرين الأول، لم تصدر كلمة إدانة واحدة من الإدارة الأميركية تجاه هذا العمل العدواني ضد دولة ذات سيادة. وهكذا، فإن واشنطن تشجع فعلياً حليفتها في الشرق الأوسط على توسيع منطقة العمليات العسكرية.

وأضاف لافروف: إن التطورات المأساوية وغير المقبولة في الصراع العربي الإسرائيلي، في لبنان واليمن والبحر الأحمر وخليج عدن والسودان وغيرها من “المناطق الساخنة” في أفريقيا، تعكس حقيقة لا جدال فيها: الأمن إما أن يكون متساويا وغير قابل للتجزئة للجميع، أو لن يكون موجودا لأحد.

التدرج في المواقف بدءًا من تفجيرات أجهزة النداء إلى العمليات العسكرية.

اعتبرت روسيا إن تفجير أجهزة النداء في لبنان عملاً إرهابياً وحشياً. هكذا ردت وزارة الخارجية الروسية على التعطيل الهائل لمرافق الاتصالات التي يستخدمها حزب الله.

ورأى خبراء روس وأكاديميين أن ما حصل أصبح واضحاً بالفعل: وهو أن هذه السابقة من الممكن أن تشكل تهديداً وتؤدي إلى عواقب عالمية لا رجعة فيها. بل ستؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد، بل نوع جديد من الإرهاب، وباعتقادهم أن هذا ما سيواجهه العالم غداً.

وبرأي هؤلاء أن “هجوم البيجر” في لبنان، قد فتح صندوق باندورا العميق الذي يعتبر في الميثولوجيا الإغريقية، صندوق يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ووقاحة ورجاء. فالانفجار المتزامن لأجهزة النداء التي يستخدمها الأشخاص المقربون من حركة حزب الله في لبنان يشكل نقطة تحول خطيرة للغاية، برأي هؤلاء

ورأى البعض الآخر أنه من الناحية الفنية والتقنية، فالعملية ليست صعبة. فكثافة الطاقة لأي بطارية، حتى في جهاز النداء، تسمح تمامًا بحدوث حريق عنيف أو انفجار. الصعوبة كلها تكمن في نقل الأمر المطلوب، لكن منظمي التخريب حلوا هذه المشكلة. فأولا، هناك الآن دليل واضح على أن “إنترنت الأشياء” يمكن أن يكون محفوفا بمخاطر هائلة. البطارية الموجودة في الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر المحمول و- من يدري؟ — سماعات البلوتوث ليست أسوأ من جهاز النداء. خاصة إذا كانت هناك فرص لتحميل أي أوامر تبدو وكأنها تحديث برنامج.

الأمر الثاني، هناك بعد جديد ينفتح في الحرب والإرهاب السياسي. أين هي الضمانات بأن الهواتف المحمولة العسكرية أو المروحيات الرباعية لن تنفجر بنفس الطريقة؟ لا توجد مثل هذه الضمانات، تمامًا كما لا توجد ضمانات بأن الكمبيوتر المحمول لن يشتعل في منتصف الليل بالنسبة لبعض مطوري التقنيات المهمة للبلاد. ووصل الأمر ببعض الخبراء الروس للقول والافتراض أنه لى سبيل المثال، قد ينفجر الهاتف لدى طيار يقود طائرة الرئاسة في دولة غير صديقة.

أما الأمر الثالث، لا توجد ضمانات بأن كل ما سبق سيكون ذا صلة بالصراعات بين الدول على وجه التحديد. هناك العديد من الشركات والمجموعات القادرة تمامًا على توظيف المتخصصين اللازمين. إضافة إلى انه من يستطيع إثبات من تسببت إشارته في انفجار الكمبيوتر المحمول في يد جنرال أو رئيس القسم الفني في شركة حكومية. دعونا نلاحظ أيضًا أنه خلال “هجوم النداء” لم يكن أحد قلقًا بشأن عدم وجود أضرار جانبية. كان من الممكن أن يكون طفل قد أخذ جهاز النداء، أو كان من الممكن أن يحتضن الأب أطفاله ويشاهد التلفاز، أو كان من الممكن أن يحدث انفجار أثناء قيادة شخص سيارة مسرعة على طريق سريع مزدحم. ورأى هؤلاء أن الأمر يتعلق الأمر بمسألة ما هي “الخطوط الحمراء” المقبولة في “المجتمع المتحضر”. وهل هي موجودة على الإطلاق؟

وعبَّر خبراء آخرون عن اعتقادهم أن العواقب المترتبة على عمل إرهابي عشوائي واسع النطاق (لم يكن نشطاء حزب الله سوى جزء صغير من الضحايا – وأولئك الذين عانوا بشكل رئيسي كانوا أولئك الذين اشتروا ببساطة أجهزة النداء، وهي أداة لا تزال شائعة في الشرق الأوسط) والشرق الأوسط، وهو الأهم، الشرق) في لبنان. ويعتقد هؤلاء أن الهدف من كل ذلك هو دفع المنطقة إلى حرب كبرى.

الموقف من العدوان المتواصل:

وفيما تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات على لبنان. تعتبر مصادر روسية أن قدرة الأطراف على التفاوض أصبحت في أدنى مستوياتها، وربطت الأمر فيما يتعلق بالصراع الأوكراني، فبرأي هذه المصادر فإنه في كلتا الحالتين، فإن القائد الرئيسي هو التحالف الغربي، بحيث ولم تظهر الدول العربية بعد وحدة في العمل والموقف، معبرة فقط عن قلقها بشأن التصعيد في الشرق الأوسط. وتصل هذه المصادر إلى الاعتقاد بأن أبرز الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها بالفعل من ” السلوك الإسرائيلي.

ترى هذه المصادر ان صمت طهران سيؤدي إلى خسائر جديدة، من خلال المزيد من الاغتيالات، واستمرار إسرائيل في “إبطال” قوة حزب الله العمودية بنجاح، مع وقوع حماس وحتى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحت اليد الساخنة لإسرائيل.

تؤكد هذه المصادر أمه من السابق لأوانه الحديث عن الانهيار التام لحزب الله، رغم الاغتيالات المتواصلة التي قد تجعل من سياسة الحزب نظريا أكثر نشاطاً. والسؤال برأي هؤلاء هو ما مدى فعالية، في ضوء إزالة العديد من القادة من هيكل حزب الله؟

يرى بعض الخبراء أنه ولعدة أشهر على الأقل، حتى بدون ضربات إسرائيلية جديدة، سوف تنخفض فعالية المجموعة – قد تبرز مشاحنات داخلية والتي بحسب اعتقادهم لا مفر منها، وسيتم العمل على بناء اتصالات جديدة، وإيجاد توازن جديد للقوى، وما إلى ذلك.

برأي هؤلاء فإن أي اتفاق مع الغرب لن يكون ممكنا إلا إذا كنت مقيد اليدين وتحت تهديد السلاح. أو الأفضل من ذلك، أن يكون هناك مسدسان أو ثلاثة، من اتجاهات جيوسياسية مختلفة.

في كل الأحوال ترى هذه المصادر أن نتنياهو يلجأ إلى التعيد المرتفع الوتيرة ويقوم بذلك بقسوة شديدة وبنجاح حتى الآن. وبنفس التسلسل، وبرأيهم أن الحوثيون سينالون قسطهم بعد لبنان، ومن ثم هناك خيارات. ومنطقياً، سوريا هي التالية، لكن موسكو تقف خلف دمشق، وهناك مجموعة عسكرية روسية في سوريا. وبنفس المنطق – جنوب العراق، لكن هذا يعد تفاقم حاد في العلاقة مع الكتلة العربية الإبراهيمية، وفي المقام الأول مع المملكة العربية السعودية.

لذلك، بعد الحوثيين، قد تجد إسرائيل نفسها في مأزق استراتيجي، والسبيل الوحيد للخروج منه هو إشراك الولايات المتحدة في الحرب. مباشرة. وإلا فإن إيران، بعد توقف مؤقت، ستبدأ مرة أخرى في إعادة إنشاء محور المقاومة من حطام الميليشيات الرديفة من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي، ولا يمكن صد إيران إلا بواسطة قوة بحرية قوية للغاية، فالضربات الجوية وحدها لا تكفي. لكن القوة البحرية هي الولايات المتحدة وبريطانيا، واسرائيل لا تمتلك هذه القوة برأي هؤلاء.

بشكل عام، تخاطر إسرائيل، بعد أن دفعت إيران إلى حالة من الفوضى، بأن تجد نفسها في طريق مسدود، عندما “لن يكون لديها مكان تذهب إليه”، بعد حزب الله والحوثيين. بمعنى آخر فإن أنجح عملية قد تقوم بها القوات الخاصة أو سلاح الطيران والقوات الخاصة، على المدى الطويل، تكون محدودة في تأثيرها إذا لم تكن مدعومة بـ«حذاء الجندي» أي بعملية برية.

إسرائيل تقدم نموذجا لأوكرانيا:

في سياق متصل يرى آخرون أن إسرائيل، تقدم مرة أخرى للأوكرانيين مثالاً على ما يعنيه الهجوم الحقيقي على دولة جار. إذ أنه ليست الصواريخ والدرونات العشوائية التي تضل طريقها بسبب نيران الدفاع الجوي وتصيب المنازل المدنية مع اتهامات بأنها هجمات روسية متعمدة ضد المدنيين. هنا، يتم توضيح بشكل أكبر ما يعنيه الهجوم المنهجي على المنازل المدنية في غضون أيام قليلة فقط.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي لا زال لا ينفذ قصفاً شاملاً. بل يستهدف بشكل مكثف ودون تحفظ أي مواقع يتواجد فيها قادة حزب الله، دون اعتبار كبير للأضرار الجانبية. ومع ذلك، فإن هذا لا يقلل من قلق وخوف المواطنين اللبنانيين العاديين في لبنان. أما مثال غزة فهو أكثر وضوحاً، حيث يظهر قسوة بلا رحمة.

في ظل ظروف الحرب الأهلية بحكم الأمر الواقع على أراضي أوكرانيا السابقة، الصورة مختلفة تماماً. على الرغم من جميع مظاهر الوحشية من قبل السلطة في كييف، لا يحدث شيء مماثل لحرب الشرق الأوسط، التي تتسم بالتدمير الشامل للمدن. على العكس من ذلك، خلال العمليات القتالية، يتم السعي إلى الحفاظ على المدن وسكانها ومنازلهم قدر الإمكان في ظل ظروف القتال الطويلة. وهناك بالفعل أمثلة على تحرير مدن تقريباً دون أي أضرار كبيرة بفضل التكتيكات الحذرة. وهذا يمنح الأمل في أن يكون هناك المزيد من المدن التي ستُحرر وهي في حالة سليمة.

زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي:

ورأى زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف بأن الفضاء الرقمي الذي يهيمن عليه الغرب يتحول من محرك للتقدم إلى مصدر للحروب والصراعات. ففي الآونة الأخيرة، في لبنان، وبمساعدة التقنيات الشيطانية التي يشرف عليها الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي، تم ارتكاب هجوم إرهابي غير مسبوق على المستوى الوطني. انتشر صداها في جميع أنحاء الكوكب. وأردف: اسمحوا لي أن أذكركم أن أجهزة الاستدعاء بدأت في الانتشار في أيدي الناس في البداية، ثم أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الاتصال اللاسلكية ومعدات الاتصالات المحمولة.

لقد أدى الهجوم الإلكتروني إلى مقتل 37 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، بينهم أطفال. وهكذا تم استخدام أحدث الإنجازات العلمية لشل الأطفال وكبار السن. من أجل إشعال هذه المنطقة الضخمة، التي تكررت فيها الحروب. والآن يشعر كل شخص أن لديه أكثر من مجرد هاتف في جيبه. ولكن أيضًا جهاز تنصت وقنبلة.

وأضاف: لدينا جميعاً هواتف مستوردة، يمكن أن تكون مدمجة فيها مادة متفجرة لا يستطيع لا كلب ولا مختبر كشفها. وبالتالي، يمكن لأي شخص أن يتحول إلى كائن ليس فقط للتلاعب، ولكن أيضا كائن للتدمير. ولهذا السبب فإن تحقيق السيادة التكنولوجية، الذي يصر عليه الحزب الشيوعي الروسي باستمرار، هو ضمان للأمن القومي بشكل عام ولكل مواطن على وجه الخصوص.

قسطنطين مالوفييف: إذا لم يكن كل هذا حرباً عالمية ثالثة، فما هو إذن؟

بدوره رأى قسطنطين مالوفييف مؤسس ورئيس مجلس إدارة قناة “تسارغراد”، أن إيران لا تزال على الهامش في الوقت الحالي، لكن بدء حملة عسكرية عدوانية الواسعة النطاق ضد حزب الله، تشكل هجوماً مباشراً على إيران والعالم الشيعي ككل. ويمكن اعتبار الجبهة الثانية بعد الجبهة الأوكرانية بين الهيمنة الأحادية القطبية وتعزيز التعددية القطبية مفتوحة.

الغرب يقاتل مع روسيا بأيدي النازيين الأوكرانيين، ومع الشيعة بأيدي النازيين الإسرائيليين. وهو مستعد لبدء حرب مع الصين على أيدي النازيين التايوانيين. وفي الوقت نفسه، يعتزم حلف شمال الأطلسي إرسال جيوش أوروبية إضافية إلى روسيا، وجيوش سنية إلى إيران ولبنان، وتأمين تايوان من خلال التحالف مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية. إذا لم يكن كل هذا حرباً عالمية ثالثة، فما هو إذن؟

الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين- إن الحدث الأكثر أهمية في تاريخ العالم يقترب منا بسرعة.:

رأى الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين أنه وفي أعقاب موجتين من الهجمات الإرهابية الإسرائيلية (باستخدام الأجهزة المنزلية)، بدأت حرب شاملة. فهل ينبغي لحزب الله إذن أن ينتظر حتى تنهي إسرائيل حماس وغزة؟ فهل يتعين على إيران الآن أن تنتظر حتى تقضي إسرائيل على حزب الله وتشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية؟ ثم مهاجمة الزيديين في اليمن. وبعد ذلك سيأتي دور الأتراك والسنة. الذين ما زالوا ينتظرون. لكن العالم كله كان يفكر بشكل مختلف بشأن المسلمين. الأكثر جرأة، كما تبين، هم الوهابيون وداعش (المحظورون في الاتحاد الروسي)، لكنهم يعملون أيضًا لصالح إسرائيل (ووكالة المخابرات المركزية). ومن هنا وقاحتهم.

وفي منشور آخر على صفحته في التليغرام كتب دوغين: يتزايد التصعيد تدريجياً في العراق وسوريا. مهم: في حين يتم تحديد الخطوط العريضة لحرب الولايات المتحدة مع الشيعة – الحوثيون في اليمن، والحكومة الشيعية في العراق، وحزب الله في لبنان، والأسد العلوي في سوريا – فإن كل هذه القوى صديقة لإيران. وودية لروسيا. ولذلك فإن البحرين، التي تعتبر حكومتها أقلية مناهضة للشيعة، تدعم التحالف الغربي ضد اليمن. فإسرائيل أكثر ميلاً من غيرها إلى خوض حرب مع إيران. وفي الوقت نفسه، تستعد لندن لإرسال قوة استطلاعية مفتوحة تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا.

ورأى إن الشرق الأوسط هو الجبهة الثانية لحرب البشرية ضد الهيمنة العالمية. الغرب يقف خلف أوكرانيا. يجب على روسيا أن تدعم التشيع العالمي. هذا هو قانون الجغرافيا السياسية في آخر الزمان، منطق الزهور القريبة. إن الحدث الأكثر أهمية في تاريخ العالم يقترب منا بسرعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *