الأحد. ديسمبر 22nd, 2024

أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في بيروت جدلاً كبيراً، خاصةً فيما يتعلق بالذخائر المستخدمة التي اودت بحياة زعيم حزب الله حسن نصر الله. وفقاً لتحليل مفصل أجراه خبراء في الذخائر، يُحتمل أن العملية استخدمت قنابل زنة 2000 رطل مصنوعة في الولايات المتحدة، وتحديداً طراز BLU-109، المعروف بقدرته على تدمير المخابئ المحصنة. هذه القنابل مزودة بأنظمة توجيه مشترك لتحويل القنابل غير الموجهة إلى ذخائر دقيقة، مما يسمح بعمليات قصف دقيقة على الأهداف المحصنة.


نشرت القوات العسكرية الإسرائيلية لقطات فيديو تظهر طائراتها محملة بما لا يقل عن 15 قنبلة من هذا النوع. أكد الخبراء، بما في ذلك تريفور بال، وهو فني متفجرات سابق في الجيش الأمريكي، وجود قنابل BLU-109 مع أنظمة JDAM في اللقطات. تحتوي هذه القنابل على 535 رطلاً من المتفجرات، مما يجعلها أخف من القنابل الأكثر استخداماً مثل MK84، لكنها تتميز بقدرتها على الاختراق العميق تحت الأرض قبل الانفجار—وهي ميزة أساسية لاستهداف الهياكل المحصنة مثل المقرات المزعومة لنصر الله تحت الأرض.
كشفت آثار الضربة عن دمار واسع النطاق في ضواحي بيروت الجنوبية، خاصةً في منطقة الضاحية الجنوبية، حيث أكدت الصور والفيديوهات الفضائية أن عدة مباني متعددة الطوابق تم تدميرها بالكامل. وأظهرت شهادات شهود العيان ولقطات الفيديو حدوث فوهات كبيرة وحطام متناثر في جميع الأنحاء. بينما اقترح مسؤولون دفاعيون إسرائيليون أن حوالي 80 قنبلة قد تم استخدامها في العملية، أشار الخبراء إلى صعوبة تقدير العدد الدقيق بناءً فقط على تحليل الفوهات، حيث من الممكن أن تسبب الضربات المتعددة مزيداً من الدمار.


أكد جاستن برونك، باحث أول في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، أن خصائص الفوهة تتماشى مع استخدام قنابل BLU-109، خصوصاً مع إعدادات الصمامات التي تم تصميمها للانفجار تحت الأرض. وأشار إلى أن مزيج هذه القنابل وأنظمة JDAM هو بالضبط ما يمكن توقعه لعملية تستهدف موقعاً محصناً مدفناً بعمق.
خلال مؤتمر صحفي، أشار العميد أميخاي ليفين، قائد قاعدة هاتزريم الجوية الإسرائيلية، إلى أن “عشرات الذخائر أصابت الهدف خلال ثوانٍ بدقة عالية جداً”، مما يعزز تأكيد الحاجة إلى استخدام قوة نارية كبيرة لاستهداف موقع عميق تحت الأرض. لدى القوات الإسرائيلية تاريخ في استخدام الذخائر الثقيلة في عملياتها، خصوصاً خلال الصراعات في غزة، حيث تم انتقاد استخدام مثل هذه القنابل بسبب المساهمة في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
في أعقاب هذا الحادث، تناول السيناتور الأمريكي مارك كيلي التقارير المتعلقة باستخدام ذخائر مصنوعة في الولايات المتحدة في الضربة. بينما أشار إلى تقارير NBC حول هذا الموضوع، لم يؤكد بشكل صريح تفاصيل الذخائر المستخدمة. وأوضح كيلي، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن هناك زيادة ملحوظة في استخدام الذخائر الموجهة في العمليات العسكرية واقترح أنه من المناسب للولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار فرض شروط على بعض مساعداتها العسكرية لضمان الاستخدام المسؤول.


حتى الآن، امتنعت القوات الإسرائيلية عن التعليق على الذخائر المحددة المستخدمة في الضربة ضد نصر الله. تبرز تداعيات هذه الهجمات واستخدام التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التوترات المستمرة في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول التأثير الأوسع لمثل هذه العمليات على الاستقرار الإقليمي وسلامة المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *