الأربعاء. أكتوبر 30th, 2024

يخلق تعميق العلاقات بين روسيا وإيران بشكل عام، وتحديدًا في المجال العسكري، تحديات متنوعة لإسرائيل على المستويين الاستراتيجي والأمني و هذا التعاون قد يؤدي إلى محاولات موسكو الاستعانة بوسائل قتالية إيرانية، وبالتالي زيادة التعلق الروسي بإيران”.وتشير تقارير الى أن الجيش الروسي قد بدأ خلال الأسابيع الأخيرة استخدامًا واسعًا لطائرات من دون طيار سبق أنْ اشتراها من إيران، قادة عسكريين أوكرانيين أكّدوا أنّ الطائرات من دون طيار تمكنت من إلحاق أضرار بالقوات وتدمير عدد من أنظمة الصواريخ الغربية المضادة للطائرات.

وردا على هذه التطورات الخطيرة ذكرت وكالات انباء دولية أن الولايات المتحدة وبريطانيا تشعران بقلق متزايد من أن روسيا تقوم بمشاركة معلومات وتكنولوجيا سرية مع طهران، قد تجعل إيران أقرب إلى تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل الصواريخ الباليستية الإيرانية.

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال في مؤتمر صحافي في لندن ، في إشارة إلى تبادل التكنولوجيا النووية بين إيران وروسيا، إن موسكو تلقت شحنة من صواريخ “فتح-260” الباليستية الإيرانية.كما أدان وزراء خارجية مجموعة السبع بشدة، يوم أمس السبت 14 سبتمبر، قيام إيران بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا.

جاء في بيان وزراء خارجية مجموعة السبع: “يجب على إيران أن توقف فوراً كل دعمها للحرب غير الشرعية، التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا ونقل الصواريخ الباليستية”.كما حذر وزراء خارجية مجموعة السبع من أن نقل الصواريخ والطائرات المُسيّرة وغيرها من التقنيات العسكرية من إيران إلى روسيا يشكل “تهديدًا مباشرًا لشعب أوكرانيا”، ويعرض أمن أوروبا والمجتمع الدولي للخطر.

وأدان جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، تصرفات إيران في توفير الصواريخ الباليستية لروسيا “بأقوى لهجة ممكنة”، وقال إن إيران يجب أن توقف على الفور أي دعم لروسيا في الحرب غير المقبولة ضد أوكرانيا.

ووفقًا لتقرير “بلومبرغ”، فإنه بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى الولايات المتحدة، ناقش مسؤولو البلدين هذه التطورات في واشنطن هذا الأسبوع، واعتبروها مثيرة للقلق، ومؤشرًا على زيادة العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو خصوصا أن روسيا زادت تعاونها مع إيران في الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بحيازة الأسلحة النووية.

من ناحية أخرى، اتهمت روسيا الدول الغربية بالتدخل في العلاقات الإيرانية- الروسية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف إن “موسكو تريد ألا تتدخل الولايات المتحدة في التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران”.

وأضاف ريابكوف أن التعاون بين البلدين لا ينتهك أي التزامات دولية، وليس له تأثير سلبي على أمن أي دولة.

يأتي تقرير “بلومبرغ” حول تقديم روسيا معلومات نووية سرية لإيران، فيما كرر كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، مواقفه الأخيرة بثته  قناة اخبارية قطرية، بشأن البرنامج النووي الإيراني،  حيث أعلن أنه في حال تهديدات “العدو”، فلن يكون أمام طهران خيار سوى تغيير “عقيدتها النووية”.وقال، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الحوار الإيراني العربي في طهران: “ليس لدينا أسلحة نووية، وهناك فتوى من المرشد بهذا الخصوص”. لكن إذا هددك العدو فماذا تفعل؟ سيكون عليك تغيير عقيدتك”.

وكانت إيران، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسين لموسكو، قد أرسلت في السابق طائرات مُسيّرة انتحارية من نوع “شاهد 131″ و”شاهد 136” إلى روسيا لاستخدامها خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.

و على الرغم من التحذيرات الغربية، زوّدت إيران روسيا بشحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وبحسب مسؤولين استخباراتيين غربيين، فإن هذه الشحنة تحتوي على أكثر من 200 صاروخ باليستي.

من ناحية أخرى، أفاد موقع “بيزنس إنسايدر” الإخباري بأن الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، التي قدمتها إيران لروسيا مؤخرًا، ليست دقيقة، كما تدعي طهران.وبحسب هذا التقرير الذي نشر يوم أمس السبت، فإن دقة الصواريخ الباليستية الإيرانية “موضع شك”، لكن هذه المسألة لن تؤثر على قرار روسيا باستخدامها ضد أوكرانيا.

من المفترض أن يثير الاتفاق قلقا في إسرائيل أولا وقبل كل شيء بسبب تعزيز العلاقات بين روسيا وإيران والارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. علاوة على ذلك، يمكن لإيران الوصول إلى المعرفة العسكرية الروسية التي لم تكن تمتلكها بعد، وقد تصل الأسلحة الروسية المتقدمة إلى نقائل إيران في المنطقة حيث تتمركز حماس وحزب الله والحوثيون.

وفي الوقت نفسه، سيزداد التعاون بين البلدين ضد إسرائيل في المنظمات الدولية، وبالتالي فإن فرصة اتخاذ قرارات معادية لإسرائيل في هذه الساحات ستزداد بشكل كبير. في هذه المرحلة، ليس لدى روسيا وإسرائيل أي نية لقطع العلاقات بينهما، لكن من المتوقع أن تبرد هذه العلاقات أكثر في ظل الشراكة بين موسكو وإيران.

ومن الممكن في هذا السياق أن يكون التصريح الفاضح الأخير لوزير الخارجية لافروف، الذي هاجم “وعد بلفور” في مجلس الأمن، وذكر أن “إنشاء الوثيقة في حد ذاته يشكل تدخلاً غربياً في شؤون الشرق الأوسط”، مما يلقي ظلالاً من الشك على وجود دولة إسرائيل ذاته.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *