الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

تقديم :

ربما هي من تقاليد “ديمقراطيتهم” أو إحدى مظاهر حرية الرأي السياسي، ففي الولايات المتحدة يحرص الكثير من الأميركيين على وضع لافتات أمام منازلهم تدل على انتمائهم السياسي، فيما تنحصر الرموز على هذه اللافتات بين الحمار الأزرق كدلالة على تأييد الحزب الديمقراطي، أو فيل أحمر انتماءً للحزب الجمهوري، فكيف اكتسبت السياسة الأميركية هذين اللونين والرمزين؟ 

-رمزية “كاريكاتورية “ذات بعد ديمقراطي سياسي في نظر الأمريكيين لكنها “مزيفة “

الحمار والديمقراطيون : البساطة والمثابرة

يظهر الفيل والحمار في كل دورة انتخابية، إذ يمثل الأول الحزب الجمهوري، بينما يشير الثاني إلى الحزب الديمقراطي، ويعود الفضل في ترويج الرمزين السياسيين لأكبر حزبين في الولايات المتحدة إلى الرسام الكاريكاتوري السياسي توماس ناست، الذي كان يعمل في مجلة “هاربر ويكلي” السياسية بين عاميْ 1862 و1886.  

ووفقاً لشبكة “سي ان ان”، تمحورت مسيرة ناست المهنية حول موضوعين أساسيين، هما ازدراؤه الساخر للمتنمرين من كل الأشكال والأحجام، وتعاطفه مع ضحاياهم، خاصة أنه كان يتعرض للتنمر بشراسة عندما كان طفلاً.  وبينما يعود الفضل لناست في ترويج وترسيخ ارتباط رمز الحمار بالديمقراطيين، فإن “الحمار” كرمز للحزب الديمقراطي، ظهر قبل ذلك بكثير. 

وفي عام 1828، أطلق خصوم الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون لقب “حمار” عليه بسبب عناده واستخدام شعارات حملته الانتخابية التي ركزت على السلطة الشعبية “دع الشعب يحكم”.  وهنا تبنى الجمهوريون رمز الحمار بعناد كدليل على صلابته وقوته، وأدرجه في ملصقات حملته الانتخابية، مشيراً إلى أنه يمثل البساطة والمثابرة. 

أصبح الحمار أحد الرموز السياسية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، بجانب الفيل الذي روج له أيضاً رسام الكاريكاتور توماس ناست، عام 1874، رغم أنه كما “الحمار” لم يكن أول من استخدمه. 

الفيل رمز للجمهوريين: القوة والثبات

كان أول ارتباط بين الفيل والحزب الجمهوري من خلال رسم توضيحي في حملة أبراهام لينكولن الرئاسية عام 1864، وقد ظهر فيل يحمل لافتة ويحتفل بانتصارات الاتحاد. وخلال الحرب الأهلية، كانت رؤية صور الفيل تعبيراً عن القوة والثبات، وكان الفيل خياراً لتمثيل المعارك الناجحة. 

وفي عام 1874، نشر ناست رسماً كاريكاتورياً في مجلة Harper’s Weekly بعنوان “ذعر الفترة الثالثة”.   وكان الرئيس الجمهوري يوليسيس جرانت، رئيساً لفترتين وكان يفكر في تولي فترة ثالثة، قبل تحديد المدة بفترتين وفقاً للتعديل الـ 22 من الدستور. 

وبحسب مجلة Smithsonian السياسية، كان الرسم يصور فيلاً ضخماً يرتدي لافتة “التصويت الجمهوري” يبدو وكأنه على وشك السقوط في فخ نصبه الحمار، الذي يمثل الصحافة الديمقراطية.  

وفي ذلك الرسم، كان الحمار يرتدي جلد أسد، معبراً عن اعتقاد ناست، الذي كان مؤيداً للجمهوريين، أن الصحافة الديمقراطية تعمل على بث الخوف لدى الناخبين من الفترة الثالثة للرئيس الجمهوري يوليسيس جرانت. ومع مرور الوقت، تبنى الحزب الجمهوري هذا الكاريكاتور، وتبنى الفيل رمزاً رسمياً له معبراً عن القوة والثبات.

خلاصة :

يتوقع الخبراء، مع اقتراب الإنتخابات الامريكية في نوفمبر، أن تغزو بعض الولايات موجة حمراء تعني انتصار الجمهوريين، وفي أحيان أخرى يتوقعون موجة زرقاء تنبئ بانتصار ديمقراطي. 

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *