السبت. نوفمبر 23rd, 2024

أمن الطاقة، انه أكبر مجالات العالم تنقيبا و استكشافا وأكثرها حاجة للشعوب … فتركيا على سبيل المثال تعد الأقرب الى المتوسط ومنها الى افريقيا من المقرر أن ترسل سفينة الأبحاث “عروج رئيس” التي يبلغ طولها 86 مترا لاستكشاف مكامن النفط البحري التابعة للصومال الشهر المقبل.وحسب تقرير للوكالة العالمية بلومبيرغ، فإن الخطوة التي أكدها مدير وزارة النفط الصومالية محمد حاشي قد تساعد في تنويع إمدادات النفط الخام التركية وهي جزء من سعي أنقرة المطرد لتعزيز العلاقات في منطقة تتنافس فيها الصين وروسيا ودول الخليج والغرب على النفوذ.

النيجر هي سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، لذلك تبحث شركة التعدين التركية “إم تي إيه” بالفعل عن الذهب في البلاد، وأجرت كذلك محادثات مع  الجزائر وساحل العاج وزيمبابوي في الأشهر الثلاثة الماضية.

وقد وقعت تركيا اتفاقات مماثلة مع الجزائر، إذ قالت شركة الطاقة الحكومية الجزائرية ونظيرتها التركية “تركيش بيتروليوم” إنها ستنقب عن النفط والغاز. كما أن شركة “أفرو ترك” بذلت جهودًا لدخول سوق الذهب في بوركينا فاسو، والآن تسيّر الخطوط الجوية التركية رحلات إلى بعض أكثر المناطق النائية في القارة… فماهي استعدلدت تركيا الجديد للتنقيب عن ثروات المنطقة؟

تحقيق نمو اقتصادي الأسرع

وبسبب الثروة المعدنية للقارة والسكان المتزايدين الذين قد يدفعون موجة جديدة من النمو الاقتصادي، فإن التركيز على أفريقيا يبرر بصورة كبيرة لتركيا استعراض نفوذها الدولي هناك،

و أفريقيا مثيرة للاهتمام بالنسبة لتركيا لأنها نقطة يمكن من خلالها تجربة جميع أدوات وأهداف السياسة الخارجية النشطة التي اكتسبتها حديثًا. القوة الناعمة من ناحية مثل المساعدات والتعليم ومراكز اللغة التركية. والعلاقات التجارية والاقتصادية من ناحية أخرى”.

الصومال على سبيل المثال تعد أفضل مكان يتجلى فيه هذا الأمر حيث تدير تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج وتدير الشركات التركية ميناء ومطار العاصمة.

وقد زودت شركة بايكار التركية للطائرات من دون طيار التي يديرها صهر الرئيس رجب طيب اردوغان، الصومال بعدد غير معروف من طراز “تي بي2” (TB2)، مما أدى إلى توسيع هجوم الصومال على جماعة الشباب المجاهدين وفقا اتقارير حديثة نشرتها وكالة بلومبرغ للأنباء العالمية

لعبة القوة وسياسة التوسع

منذ بداية 2024 وافق البرلمان التركي على اقتراح أردوغان بإرسال دعم بحري إلى المياه الصومالية وسط زيادة في القرصنة الناجمة عن انعدام الأمن في البحر الأحمر. بالنسبة لتركيا تقدم الصومال موقعًا جيوستراتيجيًا لتعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي والمحيط الهندي. كان الارتباط بالصومال بمثابة حالة اختبار وحجر أساس لإستراتيجية تركيا الشاملة لتعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية والأمنية عبر القارة الأفريقية”.

ومنذ أن أدت المجاعة إلى تقليص عدد سكان الصومال في عام 2011، ألقت أنقرة بثقلها وراء مقديشو.

واليوم، يمكن للشباب الصومالي الالتحاق بمدرسة تركية مدعومة من الدولة تديرها مؤسسة المعارف في هرجيسا ومقديشو، ووفقًا لوزارة الخارجية التركية، قد تجاوزت المساعدات في العقد الماضي مليار دولار، بالإضافة إلى سلع استهلاكية، من الأدوية إلى الملابس، منتشرة في جميع أنحاء العاصمة.

العلاقات التركية مع الصومال جزء من سياسة أوسع في أفريقيا، إذ بلغت صادرات تركيا إلى القارة 28.6 مليار دولار في عام 2023 بانخفاض من 30.6 مليار دولار في عام 2022، وفقًا للبيانات المتوفرة وتجمع تعاملات أنقرة مع الدول الأفريقية بين التعاون في مجالات الاستخبارات والدفاع وبين الصفقات في قطاعي التعدين والطاقة.

في وقت سابق من هذا العام، زار وفد بقيادة وزير الخارجية التركي العاصكة النيجيرية” نيامي “، ووقع مجموعة من الصفقات بعد أن طردت الحكومة العسكرية في البلاد القوات الفرنسية وأمرت الولايات المتحدة بإغلاق قاعدتها العسكرية.

رغم ما تعانيه القارة الأفريقية من معضلات الأمن المائي والغذائي، وتدهور الأوضاع الصحية فضلا عن الصراعات الأهلية، إلَّا أن ذلك ليس الوجه الوحيد للقارة. فهي أيضًا تلك الأرض الغنية بالموارد والثروات، بل هناك من يعتبرها إحدى المناطق الصاعدة في القرن الحالي، مع ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي لعدد من دولها.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *