الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

أعلنت الموساد الإسرائيلي منذ فترة أنها ليست قادرة فقط على جمع المعلومات الاستخباراتية داخل إيران، بل إنها قادرة أيضًا على القبض على عملاء العدو واستجوابهم على الأراضي الإيرانية. وبالفعل قامت إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال متعددة وضربات بطائرات بدون طيار وعمليات استخبارات على الأراضي الإيرانية، وهي حقيقة أثيرت عندما اضطر مسؤول إسرائيلي إلى توضيح أن إسرائيل لم تكن متورطة في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم مروحية هو ورفاقه. لكن الحقيقة أن وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد نفذت عمليات اغتيال متعددة وعمليات استخبارات داخل إيران في الماضي  بالتعاون مع “منظومة دولية “تدعم دولة الاحتلال الصهيوني في مخططها كله اذ يوجد لإسرائيل عملاء لحسابها أو لحلفائها في كل أرجاء العالم يإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي المتخصصة في القتل والإغتيالات “تقنية لافندر” .

عمليات معقدة …وتجار تهريب عرب

ترجع احدى التقارير التي تحدث عنها الموساد الى العام 2020، حيث قُتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اعتقدت المخابرات الغربية والإسرائيلية أنه والد برنامج الأسلحة النووية الإيراني المشتبه به، في هجوم على جانب الطريق خارج طهران. وألقت إيران باللوم على إسرائيل وجماعة معارضة منفية، ووصفت مقتل فخري زاده بأنه نوع جديد من “العمليات المعقدة”.

قناص بشري أو قاتل آلي؟

 وفي حديثه للتلفزيون الرسمي الإيراني، قال الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، إن “العملية كانت معقدة للغاية، واستخدمت فيها معدات إلكترونية ولم يكن أحد موجودًا في مكان الحادث”. قُتل فخري زاده باستخدام مدفع رشاش يعمل آليًا، تم تركيبه على شاحنة متوقفة على جانب الطريق، أثناء قيادته لسيارته.

 وبحسب ما ورد، نفذ القناص البشري الفعلي، الذي كان يتحكم في المدفع الرشاش، العملية من مكان غير معلوم على بعد أكثر من 1500 كيلومتر بدأت إسرائيل بربط مدفع رشاش بجهاز روبوتي متقدم، مزود بالذكاء الاصطناعي ويتم تشغيله عبر الأقمار الصناعية. كان نقل هذا القاتل الآلي إلى موقع العملية أيضًا تحديًا في حد ذاته نظرًا لأنه يزن حوالي طن. لذلك، تم تفكيك مكوناته وتهريبها إلى إيران قطعة قطعة عن طريق تجار تهريب عرب. ثم أعيد تجميعها، مع تركيب الروبوت في صندوق شاحنة صغيرة من طراز شائع في إيران وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن هذه التفاصيل استناداً إلى معلومات من مصادر استخباراتية إسرائيلية.  ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز، انتهت العملية برمتها في أقل من دقيقة وتم إطلاق ما مجموعه خمسة عشر رصاصة.وتشير التقارير إلى أن المحققين الإيرانيين لاحظوا دقة العملية حيث لم تصب أي رصاصة زوجة فخري زاده، التي كانت تجلس بجانبه.

كذلك يُعتقد أيضًا أن إسرائيل شاركت في ثماني حالات رئيسية على الأقل من الهجمات الإلكترونية على إيران، وكان أشهرها هجوم عام 2010 الذي تضمن” فيروس استاكسنت”، والذي تم العثور عليه لأول مرة في أجهزة الكمبيوتر في محطة نووية إيرانية. ووفقًا لتقديرات معهد العلوم والأمن الدولي، أدى هجوم الفيروس إلى تدمير ما لا يقل عن 1000 من أصل 9000 جهاز طرد مركزي موجود في منشأة تخصيب “نطنز”. ألقت إيران باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في الهجوم. كما ورد أن إسرائيل استخدمت طائرات بدون طيار انتحارية لضرب منشآت عسكرية في إيران، بما في ذلك مجمع بارشين العسكري الواقع بالقرب من طهران ومنشأة أخرى في أصفهان.

عملية اغتيال القيادي الشهيد اسماعيل هنية بتقنية “لافندر والإنجيل”

اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة في ايران، تم بصاروخ موجّه نحو جسد هنية مباشرة. وهذا يمكن أن بكون وراءه تقنية “لافندر” التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي  استخدمها جيش الدفاع الإسرائيلي لاختيار أهدافه البشرية في حربه الأخيرة على الفلسطينيين، حيث خلق هذا البرنامج “قائمة قتل” في غزة، كان من ضمنهم  37 ألف فلسطيني تم استهدافهم بالاغتيال دون إشراف بشري يذكر. حيث لعب تقنية لافندر دورًا مركزيًا في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، فبين 7 أكتوبر و24 نوفمبر، تم استخدامه فيما لا يقل عن 15 ألف جريمة قتل في الحرب على غزة وفقًا لتحقيق صحفي أجرته “مجلة +972 “ومكالمة محلية، والتي تم نشرها في صحيفة الغارديان.

ولتوضيح كيف تتناغم  أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها دولة الاحتلال في عملية تتبع واغتيال المستهدفين، يعمل نظام “لافندر” على تحديد هوية المشتبه بهم، بينما يحدد برنامج “الإنجيل” المباني والمرافق التي يُزعم أن المشتبه بهم يستخدمونها. الأغرب في عمليات الاغتيال هو تقرير يذكر فيه الموساد الصهيوني برنامج يسمى  “أين أبي؟” يقوم بمراقبة هذه الأهداف التي حددها برنامج “لافندر” وتنبيه الجيش بوجودهم داخل المباني أو المرافق التي حددها برنامج “أين أبي؟”.

تقول اسرائيل انها لم تتورط في الحرب بقدر استدراج ” المنظومة الدولية ” التي تعمل لحسابها من خلال منظومة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها إسرائيل عن بعد ويطبقها العملاء بالقرب من الهدف من خلال هذه التقنيات القاتلة  فأخطر عمليات الاغتيال تتم دون حضور أي عنصر إسرائيلي واحد فكيف تتهم اسرائيل . فمثل هذه الحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي تسمح لها بالهروب من المساءلة. إنه يسمح بتحديد أهداف، في الواقع، على نطاق واسع، ويقوم بجرائم حرب وابادة جماعية دون أي مسائلة قانونية، بل أحيانا بمباركة المجتمع الدولي والمبايعين العرب وعملاء الصهيونية، وكله بحجة الدفاع عن النفس التي تتم باستخدام التزييف العميق، كما تفعل الان دولة الاحتلال

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *