السبت. نوفمبر 23rd, 2024

جماعة أنصار الله الحوثي هي حركة سياسية يمنية تتبع المذهب الزيدي الشيعي. تعود أصولها إلى تأسيس منظمة “الشباب المؤمن” في عام 1991.

يُطلق على هذه الجماعة اسم “الحوثيين” نسبة إلى مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها ابنه حسين الحوثي.

 أصبحت جماعة أنصار الله حركة سياسية معروفة بدعوتها لمحاربة التدخل الخارجي الأمريكي في اليمن، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

وفي عام 2002، اعتمدت الحركة شعاراً يعبر عن توجهاتها الأيديولوجية والسياسية: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.”

في 2004 تحولت هذه الحركة السياسية إلى تنظيم مسلح بعد دخولها مواجهات عسكرية مع الحكومة اليمنية واستمرت هذه الحرب حتى عام 2010 .

وفي 2015، حاصرت القوات الحوثية القصر الجمهوري، لكن الرئيس “عبد ربه منصور هادي” تمكن من مغادرة العاصمة والتوجه إلى المملكة العربية السعودية.

بذلك، تمكن أنصار الله من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المحافظات الأخرى.

بدأت إيران بتقديم الدعم العسكري للحوثيين في وقت مبكر من عام 2009 خلال صراعهم الأولي مع الحكومة اليمنية.

 وبحلول عام 2015، استولى الحوثيون على صنعاء وصرح معظم الخبراء على حتمية وجود تمويل خارجي أساسا من طرف إيراني يزودهم بالأسلحة لعدة دوافع منها تحالف الجماعة مع الدولة الإيرانية ضد السعودية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحليف الأقرب للحوثيين داخل الشبكة الإيرانية هو حزب الله اللبناني، الذي كان بمثابة مرشد للحوثيين من خلال تقديم التدريب العسكري.

 ساعد هذا الدعم الحوثيين على تعزيز كل من التكتيكات التقليدية، مثل مناورات المشاة، والتكتيكات غير التقليدية، مثل حرب الألغام.

 في الفترة من 2015 إلى 2021، أفادت التقارير أن الحوثيين أطلقوا 430 صاروخاً و851 طائرة مسيرة على السعودية من اليمن.

 في 27 جوان 2023، اعترضت القوات الأمريكية شحنة من إيران إلى الحوثيين تضمنت قطع غيار طائرات بدون طيار ورؤوس صواريخ ووحدات صواريخ مضادة للدبابات.

 ويأتي هذا الدعم في المقام الأول من القوات شبه العسكرية الإيرانية، الحرس الثوري الإسلامي.

ومن خلال تمويل الحوثيين وتسليحهم وتدريبهم، تعمل إيران على تمكين جماعة يمكنها التأثير عليها، وتسهيل الهجمات على السعودية والإمارات، واكتساب عمق استراتيجي على طول البحر الأحمر، وهو طريق بحري تجاري وعسكري حيوي.

 يؤكد التطور الأخير على تعزيز العلاقات بين الحوثيين والقوى العالمية الكبرى مثل روسيا والصين.

ويبدو هذا التعاون الناشئ خطوة استراتيجية محسوبة من قبل هاتين الدولتين لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط.

” فمن خلال تعزيز العلاقات مع الحوثيين، تهدف روسيا والصين إلى تحدي الهيمنة الغربية في المنطقة مع حماية مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية في الوقت نفسه.

يعكس الاتفاق الذي يسمح بالمرور الآمن للسفن الحوثية اصطفافًا أعمق ويمكن أن يعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية، مما يضع روسيا والصين كلاعبين رئيسيين في الصراع اليمني وما بعده.

 وقد أكد “علي القحوم”، عضو المكتب السياسي للحوثيين، على العلاقات الدولية المتطورة التي تشمل اليمن وروسيا والصين ودول البريكس، مما يشير إلى جهود متضافرة لتنويع التحالفات وتأكيد استقلالية أكبر في الشؤون العالمية.   “

تعد الهجمات البحرية من أبرز استراتيجيات الحربية لأنصار الله خاصة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب اللتان تمثلان منطقتان ذات أهمية بحرية كبيرة في ساحة تجارة العالمية.

 ترتكز هذه الاستراتيجيات أساسا على استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لسيطرة على السفن وناقلات النفط.

 وفي 19 أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون عمليات عسكرية على سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر مما خلق قلقا متواصلا وتوترا عند العديد من المنظمات والشركات العالمية حول مستقبل أمنهم التجاري.

كما حذر الحوثيون انه سوف يتم استهداف كل السفن المتجهة نحو موانئ الكيان الصهيونيمما أدى إلى تغيير مسار العديد من السفن والناقلات البحرية.

بهذا تبرز هذه “الاستراتيجية الهجومية البحرية” كأداة ضغط موجهة ضد الكيان الصهيوني والدول ورؤوس أموال الداعمة له.

 رغم انشاء الولايات المتحدة لتحالف عسكري مع حلفائها تحت اسم “حارس الازدهار” لحماية مصالحهم التجارية البحرية ضد تهديدات جماعة أنصار الله الحوثي باستهداف معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، مما أدى لتوسيع نطاق عمليات الجماعة لتشمل السفن المرتبطة بواشنطن ولندن أيضًا.

أعلن” محمد علي الحوثي”، العضو المؤثر في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، أن التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة لمعارضتهم لن يعيق أنشطة الجماعة في البحر الأحمر.

وجاءت تصريحاته ردا على الإجراءات الدولية ضد الحوثيين.

تتجاوز استراتيجية أنصار الله الهجمات الحربية المباشرة، إذ تشمل شبكة من العلاقات الدولية والتحالفات العالمية المتنوعة التي توفر دعماً مالياً كبيراً لتحقيق أهدافها السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تكتيكاتها العسكرية في تصعيد الأزمات الاقتصادية في منطقة البحر الأحمر، مما يعكس تأثيرها البارز سياسياً واقتصادياً على الساحة العالمية.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *