الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

رغم تنديدات الدول وضغوطات المجتمع الدولي ورغم قرار الأمم المتحدة عدد 2735 الذي تم المصادقة عليه في 10 جوان 2024، ملزماً إسرائيل وحماس بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإعادة بناء غزة، تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة بهجومات دامية باستعمال كمائن و قذائف مدفعية.

وفي ظل تواصل هذا الصراع، يهدد حزب الله اللبناني بالتصعيد مع إسرائيل في جنوب لبنان للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، دفاعاً عن حماس.

فمنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأ الصراع بين حزب الله وإسرائيل بتبادل الهجمات المسلحة التي نتج عنها ما يقارب 479 قتيلاً في لبنان اغلبهم جنود حزب الله و 93 مدني، و 15 جندي و 11 مدني في إسرائيل.

هذا وإلى جانب العدد الكبير من المستوطنين المهجرين من شمال إسرائيل تفادياً لوقوع خسائر بشرية مفزعة.

 مما أدى لأول مرة منذ 1948 إلى تشكيل حزام أمني إسرائيلي في الشمال نظراً للتهديد اللبناني.

 تطورت المواجهة المسلحة اليوم بعد 8 أشهر منذ بداية طوفان الأقصى لتصبح تهديد بحرب شاملة، موسعةً بذلك رقعة الصراع الاسرائيلي في الشرق الأوسط.

إذ شهد الوضع تصعيدا في التوتر والتهديد بين الطرفين، خاصةً مع مقتل قياديين كبار في حزب الله، اخرهم القيادي ”طالب عبدلله” في غارة اسرائيلية على مركز قيادة في جنوب لبنان، إضافة إلى 3 مقاتلين اخرين.

وهو ما نجم عنه تبادل هجمات صاروخية وإشتداد التهديدات بشن حرب شاملة تحول بيروت إلى غزة و تدمر إسرائيل.

أعلن نتنياهو جاهزية إسرائيل لشن حرب شاملة على جنوب لبنان، وحذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في خطاب له من أي هجوم إسرائيلي على بلاده وأنذر قبرص من أي مشاركة فيها، مؤكداً تطور القوة العسكرية لحزب الله وقدرتها على إختراق القبة الحديدية للدفاع الإسرائيلي وهو ما أثبته نشر المقاطع المصورة لحيفا الملتقطة عن طريق سلاح المسيرة الملقبة ب ”هدهد”.

تمثل القدرات العسكرية لحزب الله اللبناني قوة صاعدة تخيف إسرائيل والقوى الغربية عملت على تطويرها منذ حرب 2006، خاصةً وأن إيران وروسيا يعتبران الحليف العسكري الأساسي له.

 إذ يقدر الدعم العسكري الإيراني لحزب الله ب 700 مليون دولار سنوياً ومن المحتمل أن تدعم روسيا جماعة حزب الله بأنظمة صواريخ دفاع جوي.

 ونظراً لأهمية التمويل من قبل حلفائه، يعد حزب الله من الجماعات الفاعلة الغير حكومية الأكثر تسليحاً في العالم. إذ انه يملك حسب تصريحاته، نحو 100 ألف مقاتل و 150 ألف قذيفة وصاروخ قصير، متوسط وبعيد المدى من كل الأصناف.

ويضم هذا المخزون صواريخ مضادة للدبابات والمركبات والسفن، قذائف الهاون، طائرات بدون طيار، ومركبات عسكرية. هذا إلى جانب الصواريخ الباليستية الموجهة.

 تتكون حزمة الصواريخ والقذائف الغير موجهة من عشرات الألاف من الصواريخ قريبة المدى تصل حتى 40 كم، الألاف من الصواريخ متوسطة المدى تصل حتى 75 كم، والمئات طويلة المدى تصل حتى 700 كم.

 كما أعلن حزب الله أنه يعمل على تحديث دقة صواريخه ليحصل تقريباً على 200 صاروخ بدقة 50 متر.

و تمثل هذه الصواريخ تهديداً كبيرا لاسرائيل إذ أنها قادرة على إختراق قبتها الحديدية وغير قابلة للإعتراض أو الاستهداف.

أغلب هذه الصواريخ من نوع كاتيوشا، وصينية من نوع 63 و81، إلى جانب قذائف رعد-2 و رعد-3، فلق-1، فلق-2، فجر-3، فجر-5، وشاهين-1، خيبار-1 التي تصل إلى 62 ميلاً. بالإضافة إلى زلزال-1 و زلزال-2 التي تستطيع استهداف أماكن في جنوب إسرائيل.

علاوة على ذلك، يملك حزب الله قذائف بالستية متوسطة المدى تصل إلى 1000 كم تجعل من قدراتها الهجومية متطورة، وتتمثل في فتح-110 M-600 وصاروخ ذو الفقار وسكود-B وسكود-C.

لحزب الله حزمة هائلة من الصواريخ المضادة مثل الصواريخ المضادة للسفن والتي تتمثل في C-802 نور، وياخونت.

وتضم الصواريخ المضادة للدبابات، RPG، الألماس، ميتيس، كورنات، مليوتكا، AT-4, و كونكورس.

أما الصواريخ المضادة للطائرات فتتكون من ميثاق-1 و ميثاق-2، ستريلا-2، ستريلا-3، إيغلاOSA، بنتسير، بوك، وصياد-2B.

تتمثل الطائرات المسيرة لحزب الله في مرصاد-1, أيوب، مهاجر4، كرار، صمد، شاهد، الصاعقة و هدهد1، 2 و 3.

 هذا وإلى جانب المسيرات الانتحارية والتي تقوم بتوزيع المساعدات. ومن مميزات هذه المسيرات، أنها يصعب اعتراضها وتدميرها. وهو ما يهدد إسرائيل في حالة الهجوم عليها.

إستعرض حزب الله ممتلكاته من دبابات عسكرية وسيارات مدرعة للهجمات والنقل من نوع سفير، تي-55، تي-62 و تي-72، إلى جانب أنواع أخرى.

وهذا ما يدل على قدرة حزب الله على الهجوم على إسرائيل، إختراق قبتها الحديدية، وهي الأقوى في العالمو تدمير بنيتها التحتية دون أن يتم اعتراضها. و ليس هناك أي مكان في إسرائيل لا يمكن لحزب الله اصابته بصواريخها.

وهو ما يزيد من حدة التهديد، خاصة بعد تصريح حسن نصرالله بأن حزب الله قادر على إطلاق إلى ما يصل إلى 3000 صاروخ يومياً لمدة 3 اسابيع.

تحت ضوء هذه المعطيات، فإن القوة العسكرية لحزب الله فعلاً تنافس قوة إسرائيل وقادرة على الدخول في حرب معها رغم أهميتها  وتطورها، لا سيما وأن الداعم الأساسي لحزب الله هو إيران، التي تتفوق عسكريا على اسرائيل.

إذ تحتل إيران المرتبة 14 من ضمن 145 دولة في القوة العسكرية حسب موقع ڨلوبل فاير باور، بينما تحتل إسرائيل المرتبة  17.

   ولكن يبقى السؤال، من المستفيد من توسع الحرب إلى جنوب لبنان؟ و ماهي سيناريوهات مآلاتها؟

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *