الخميس. سبتمبر 19th, 2024

يعتبر المسار الذي سلكته الطبقة السياسية الحاكمة في بريطانيا، مسارا مختلفا….

 ففي الرابع من يوليو ستجرى انتخابات عامة سيكون لها تأثير على القضية الفلسطينية، مع اعتراف حزب العمال البريطاني بفلسطين في حالة فوزه.

ويحاول حزب العمال وزعيمه “كير ستارمر”إصلاح ما يمكن إصلاحه في علاقة الحزب مع الكتلة الناخبة الغاضبة من موقف الحزب من الحرب على قطاع غزة، ومن الدعم الذي أظهرته قيادة الحزب لإسرائيل وجرائمها في حق أهالي القطاع وذلك من خلال التنصيص في البرنامج الانتخابي للحزب الذي سيعلن عنه نهاية هذا الأسبوع على الاعتراف بدولة فلسطين.  هذا و قد عبر الحزب عن موقفه من القضية الفلسطينية بمزيج من الترحيب والرفض .

 إذ يظهر أن هناك تلاعبا بالكلمات في محاولة لإرضاء أنصار فلسطين، وفي الوقت نفسه عدم إغضاب اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا مما جعل ردود الفعل متباينة حول التزام حزب العمال بالاعتراف بفلسطين، فمن جهة جاء في برنامج حزب العمال أن الاعتراف بالدولة هو حق لا محيد عنه بالنسبة للفلسطينيين، وأن الحزب يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين بالتنسيق مع الشركاء الدوليين وذلك خلال مسار مفاوضات يقود إلى حل الدولتين وإحلال السلام.

إضافة للسعي إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح المحتجزين والعمل على وقف إطلاق النار.

 هذا الالتزام يعتبر حسب مراقبين تراجعا عن الالتزام الذي سبق لحزب العمال أن أقره في عهد زعيمه السابق “جيرمي كوربن”، إذ وعد بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين في حال فوز العمال في انتخابات عام 2019.

وقال المجلس في بيان أنه اتخذ قرارا متسرعا وإن إظهار التزامه بالاعتراف بدولة فلسطين كان في الواقع “مكافأة لحركة حماس”.

وبحسب المجلس، يجب على حزب العمال أن يعلن بوضوح أنه لن يعترف بدولة فلسطين إلا بعد انتهاء “مفاوضات السلام بين الطرفين، وليس قبل ذلك”.

 ومن جهة أخرى كان “دال فانسي” أحد أكبر المانحين لحزب العمال، وأحد أكبر الداعمين لفلسطين ومنتقدًا لإسرائيل من أكثر الداعمين للقرار وكان من أشهرهم، وقد تأثر هذا الإجراء بشخصيات بريطانية ضغطت على قيادة حزب العمال وأن بريطانيا تبحث عن اللحظة المناسبة للإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطين.

 مما يعني أن حزب العمال لم يقدم الكثير مقارنة بحكومة حزب المحافظين، إذ تركت الباب مفتوحا أمام الوقت المناسب لهذا الاعتراف، وهو ما سيسفر عن إعتماد الأمر على الموقف الأمريكي من هذه المسألة.

بين إحتفاء وإمتناع نلاحظ إرتفاع مستوى الدعم للفلسطينيين من قبل المجتمع البريطاني بشكل ملموس إذ وصل  تأثير هذا الأخير على موقف وإختيار الناخب البريطاني وستركز انتخابات هذا العام في بريطانيا بشكل أساسي على قضايا داخلية تتعلق بالاقتصاد وأنظمة الصحة والرعاية الاجتماعية، والسياسة الخارجية، على الرغم من أهميتها، ليست في مقدمة اهتمامات الناخبين.

ومع ذلك، فإن الوضع في غزة وتفاعل شرائح مختلفة من السكان البريطانيين مع هذا الحدث يظل قضية ترغب الأطراف المختلفة في أخذها بعين الاعتبار في سياساتها وسلوكها، سواء تجاه أصدقاء فلسطين أو تجاه أصدقاء إسرائيل في المملكة المتحدة.

و إن إعترفت بريطانيا بفلسطين؟ ما هي إنعاكاسات ذلك؟

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *