قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 21-06-2024
جنون العظمة والنرجسية اغلقت ابواب نتنياهو، فادراكه للواقع واتخاذ القرارات والاولويات، يقدم أدلة كل يوم وكل ساعة. في يوم الاثنين تناولوا في الكابنت مسألة مصيرية. الدمية ياريف لفين تساءل باسم سيده في ميامي، لماذا غونين بن اسحق واهود باراك تمت دعوتهما لالقاء محاضرات للجيش الاسرائيلي.
نتنياهو قال: لم أعرف أن ابن اسحق يلقي محاضرات، هكذا هو يستطيع أن يدفع ثمن الدعوة التي قدمتها ضده (نتنياهو قدم في الاسبوع الماضي، اثناء الحرب، دعاوى لا اساس لها ضد ابن اسحق وبن كسبيت وضدي أنا بسبب تقارير واسئلة حول وضعه الصحي).
رئيس الأركان اشار الى أن رؤساء الحكومة السابقين تتم دعوتهم احيانا لالقاء محاضرات امام قادة الجيش الاسرائيلي.
نتنياهو اجاب: “لا أتذكر أنهم قاموا بدعوتي لالقاء محاضرة”.
وفي نهاية النقاش أمر وزير الدفاع يوآف غالنت بالغاء المحاضرة المخطط لها لباراك، وهو رئيس الاركان السابق والجندي الذي حصل على العدد الاكبر من الاوسمة في الجيش، في كلية الامن القومي حيث يتم هناك تأهيل القيادة العليا للجيش الاسرائيلي.
في اليوم التالي انشغل نتنياهو بشكل محموم بقانون الحاخامات، وأخذ استراحة لتصوير فيلم تشويه كاذب ضد الادارة الامريكية، عندما قارن فيه نفسه بتشرتشل (ضمنيا، قارن حماس بالفيرماخت)، وطلب من امريكا وقف تأخير ارساليات السلاح.
ومن البيت الابيض ردوا بأنه لا فكرة لديهم عما يتحدث عنه ننتنياهو.
وبعد الظهر ألقى خطاب في احتفال الذكرى بـ “التلينا”؛ الى ذكرى قتلى المذبحة والحرب لا يجد الوقت للذهاب. في خطابه هاجم المتظاهرين ضد الحكومة وقال بأنه يتم تمويلهم بـ “مبالغ طائلة”.
نتنياهو لا يميز بين الحقيقة والخيال، الخير والشر، الاساسي والتافه… مقتنع بأنه تمت حياكة مؤامرة ضده شارك فيها العالم، وأن الجنرالات الجبناء قاموا بخيانته، وأنه بعد لحظة سيستل سلاح يوم القيامة الذي سيحسم كل شيء.
في هذه الاثناء ايران تحث السير نحو السلاح النووي، ونجحت في أن تطوق اسرائيل بحزام ناري، من اليمن وحتى لبنان:
حزب الله يضرب اسرائيل بالصواريخ والمسيرات، ويضع قواعد اللعب ومستوى ارتفاع اللهب.
حماس لم يتم تدميرها، هربت من رفح مع المخطوفين وتركت هناك مبان مفخخة وعبوات ناسفة وخلايا مضادة للدبابات. في هذا الاسبوع فقط قتل في القطاع 12 جندي واصيب العشرات. وردا على ذلك اعلن نتنياهو أنه “يجب التمسك بالاهداف”.
كابنت الحرب تم الغاءه، نتنياهو يتخذ الآن القرارات في منتدى استشاري يضم الى جانبه والى جانب غالنت تساحي هنغبي ورون ديرمر وآريه درعي.
في أي نظام حكم نعيش؟
لا يوجد لهنغبي أي فكرة عن الأمن القومي، هو مثل من يخدمهم، سارة وبيبي.
ديرمر هو رجل ظل وتعيين شخصي.
درعي المجرم ليس وزيرا وكل ما يهمه انحصر في هذا الاسبوع في قانون الحاخامات.
الى جانب غولدا مئير وقف في حرب يوم الغفران موشيه ديان ويغئال الون واسرائيل غليلي.
من يهمس في اذن نتنياهو؟
يعقوب بردوغو؟
يانون ميغيل؟
المجنون المحمي في مياه ميامي؟.
نحن نقترب من النسخة الثانية، وتهديدها اكبر حتى من 7 اكتوبر، لن يكون لحسن نصر الله ساعة مناسبة أكثر من هذه، نظرية خيوط العنكبوت تحققت بالكامل، اسرائيل في ذروة ضعفها، الجنود يموتون بالمجان، المخطوفون تمت التضحية بهم، الجمهور يشاهد “ماستر شيف” ويتدفق نحو ستاد بلومفيلد لمشاهدة ايال غولان.
بدلا من جلسة مدتها خمس دقائق فان قضاة المحكمة العليا يقضون يوم كامل في مناقشة سؤال هل المفتش العام للشرطة سيكون خاضع لايتمار بن غفير؟
الجيش من ناحيته فقد الاتصال مع الواقع، ايضا مع اللغة، الآن يتحدثون من قبله بانفعال عن “الاستعداد لعملية ثنائية السادات”، وبالعبرية البسيطة، يستعدون لحرب في الشمال وفي الجنوب ايضا.
المظاهرات مهمة وتثير الالهام، لكن لم يعد هناك وقت لاضاعته، ايضا لا توجد انتخابات في الافق.
يجب على رئيس الاركان ورئيس الشباك ورئيس الموساد وسكرتير الهستدروت والمستشارة القانونية للحكومة الدخول معا الى غرفة نتنياهو وقول أمر بسيط له:
لم يعد لدينا ثقة بك… نحن غير مستعدين لتلقي الاوامر منك لتدمير اسرائيل… أنت غير مؤهل… تنحى… الامر انتهى.