الخميس. سبتمبر 19th, 2024

استعرض وجهات نظر متعددة  أولها أن التوسع النووي الصيني مدفوع باعتقاد الزعيم الصيني “شي جين بينغ” بأن الأسلحة النووية باتت عنصرا لا مفر منه في سياسة القوة الدولية أو هي “سياسة الرعب”  مشيرة الى استعراض القوة الصينية في مواجهة الولايات المتحدة التي أصبحت معادية بشكل متزايد لبكين.

وتواصل الصين زيادة عتبتها النووية بوتيرة غير مسبوقة إذ أنتجت خلال العقد الماضي رؤوساً نووية أكثر مما أنتجته خلال 70 عاماً وفق التقرير.

يفسر التقرير سبب التحوط الأمريكي وسط هذا الوضع أخذا بالاعتبار أن هذا التوسع الصيني في إنتاج الأسلحة النووية يحصل في الوقت الذي تكون فيه الترسانات الأمريكية والروسية مقيدة بالحدود العددية “لمعاهدة ستارت” الجديدة، مما أدى إلى انحسار سباقات التسلح النووي المكثفة في السياسة الدولية، إضافة إلى أن مخزونات الدول النووية الأخرى إما المجمدة أو التي تنمو بشكل بطيء وهنا يقول التقرير أن “دوافع الصين أصبحت غامضة إلى حد ما”.

بحسب تقرير “فورين أفيرز”، لا يهدف  طموح الصين في مواجهة التفوق النووي الأمريكي الحالي إلى تحقيق أكثر من مجرد التوسع في أعداد الأسلحة النووية فقط، بل تركز بكين أيضاً على الحصول على تقنيات متنوعة وتعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على التغييرات غير المسبوقة في وضع القوة التي ستمكنها من تحقيق أهداف تشغيلية محددة في المجال النووي.

فمن الناحية الرقمية البحتة، لا توجد مقارنة بين الترسانة النووية الأمريكية ونظيرتها الصينية، حيث تمتلك واشنطن أكثر من 5500 رأس نووية ولا تتفوق عليها في هذا المجال سوى موسكو التي تمتلك أكثر من 6250 رأساً نووياً، بحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام.

وفي المقابل لا تمتلك الصين سوى بضع مئات من الرؤوس النووية، بحسب تقرير لموقع” فوكس”  الأمريكي.

في المستقبل القريب تدرس الصين حركة التقلبات الدولية لذاك فإن  زيادة عدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها، وتنويع طرق نشرها وإيصالها وتغيير وضع قوتها من خلال زيادة معدلات “التأهب” التي من شأنها أن تسمح لها بإلحاق أضرار جسيمة بالمدن الأمريكية والأهداف الأخرى وهو سيناريوه يعيدنا الى الهجوم النووي “هيروشيما ” الذي شنته واشنطن دون تردد سنة 1945.

فبدلا من الإستخدام النووي الحربي حولت الصين وجهتها لتحقيق أهداف عسكرية محددة بوضوح، مثل ردع العدو عن القيام بأنشطة عسكرية محددة خاصة أمام “حالة الاحتفان الشديد ببحر الصين الجنوبي ” فليس المقصود بهذه التحولات دعم فكرة خوض حرب نووية لكن الهدف هو تعزيز الردع الاستراتيجي بحيث تمنع قدرة الصين على إلحاق أضرار واسعة النطاق بأهداف أمريكية واشنطن من التفكير في شن هجمات نووية على الصين في المقام الأول.

كشف “فورين أفيرز”، أن  الصين تستثمر بكثافة في زيادة قدرة أسلحتها النووية على اختراق الدفاعات الأمريكية، حتى لو أصبحت تلك الدفاعات أكثر تطوراً في السنوات المقبلة، سواء من خلال نشر وسائل مساعدة للاختراق تكون أكثر تطوراً (مثل الأفخاخ الخداعية وأجهزة التشويش) أو عبر تطوير منصات توصيل غير تقليدية (مثل المركبات الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أو أنظمة القصف المداري الجزئي). والهدف هنا هو ضمان أن أسلحة الصين النووية يمكنه أن تتفوق على أي دفاعات استراتيجية أمريكية.

أما الهدف الواضح الذي تطمح الصين إلى تحقيقه في هذا الإطار فهو الردع النووي إقليميا، إذ تسعى بكين إلى زيادة فعالية الاستهداف الإقليمي.

 وبحسب فورين أفيرز تهدف الصين كجزء من تخطيطها” للطوارئ”، إلى ردع دول المحيطين الهندي والهادئ تهددها بشكل مباشر أو تلك التي قد تتعاون مع واشنطن ضدها.

وهكذا تواصل الصين تحسين أنظمتها النووية أي تلك التي تهدف إلى استهداف جيرانها الآسيويين والقوات العسكرية الأمريكية العاملة في المناطق المجاورة لها، إضافة إلى زيادة كبيرة في  ترسانتها العابرة الاستراتيجية  ومنها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات برا أو بحرا.

وفقاً لدورية   “The bulletin of the Atomic Scientists” العلمية الخاصة بعلماء الذرة، فإنَّ الوضع الحالي “مرعب للغاية” بالنسبة للبشرية. حيث يُقدّر محللون عسكريون أنَّ الدول الثماني النووية في العالم -الصين وفرنسا والهند وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها اسرائيل تمتلك نحو 13 ألف رأس حربي نووي، وذلك وفقا لرابطة الحد من الأسلحة  .

فبالنظر الى تبادل التهديدات وتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنَّ الأسلحة النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، وكم عدد الأسلحة النووية الموجودة في العالم، ومن يمتلكها  وما مدى قوتها التدميرية يطرح سؤال وجودي هل يمكن ان يشهد العالم دماره ؟

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *