الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

الانتخابات هي أحدى أكبر ملفات القادة تركيزا حيث يسعى الحكام الى البقاء على رأس السلطة الحاكمة باستعمال ملفات استراتيجية لها وزن في الساحة الدولية.

هذا وينشط حراك الشرق الأوسط بقوة داخل الرواق الامريكي، ففي البيت الأبيض تحدد المصالح العظمى لأمريكا ومنها النفط والبترول وطرق التجارة العالمية ومنظومة الاستعمار ومحاربة القوى الصاعدة والبديلة… وشركات السلاح أين بات كل العالم اليوم قائم على اقتصاديات الحروب واستدامتها. 

ولكن حين  يقرر الناخب الأميركي لمن سيصوت في الانتخابات الرئاسية، فإنه بات من المعلوم الأخذ بعين الاعتبار السياسة الخارجية لبلاده، خاصة في الشرق الأوسط الملتهب وليس هناك من أحد اليوم يمكنه انكار دور “عملية السابع من أكتوبر” في التغير الجذري لما يواكبه العالم وخاصة العلم الغربي حيث أصبح يشاهد الحقائق كما هي”.

فالسؤال المطروح حاليا هل سيفرض الشرق الأوسط نفسه على معادلة انتخاب الرئيس الأميركي هذه المرة؟

إن طرح هذا السؤال في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 بات منطقيا، لأن ساحات الجامعات الأميركية شهدت أحداثا تشير إلى أن قسما كبيرا من الناخبين الأميركيين تأثروا بالحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، والتي أوقعت أكثر من 36 ألف قتيل فلسطيني، غالبيتهم نساء وأطفال، بعد أن نفذت حركة حماس هجوما على إسرائيل، في السابع من أكتوبر 2023.

في تقرير صادر عن خبراء في السياسة الخارجية الأميركية والشؤون الأمنية في الشرق الأوسط، جاء فيه  “في أغلب الظن، هذه المرة بالذات ستكون سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة الجارية في غزة والاحتكاكات المتصاعدة مع إيران على رأس أجندة الناخبين الأميركيين في نوفمبر.

على اعتبار كون الحسابات التقليدية في ما يتصل بالدور الذي تلعبه السياسة الخارجية من الممكن أن تخضع للاختبار في الحملة الحالية لانتخابات الرئاسة 2024.

ولكن رغم ذلك في بيئة سياسية شديدة الاستقطاب “في أميركا”، يظل دعم إسرائيل بمثابة مبدأ إيماني بالنسبة لأغلب الناخبين الأميركيين. وهذا هو الحال حرفيا في جزء كبير من المجتمع اليهودي، والأهم من ذلك، بين المسيحيين الإنجيليين.

وبترجيح الكفة ستستمر سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في التمتع بدعم واسع النطاق بين الناخبين، ولن يجد الجمهوريون الكثير لاستغلاله هنا.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الشباب التقدميين في الولايات المتحدة يميلون أكثر إلى انتقاد إسرائيل، وربما التشكيك في موقف “بايدن” الداعم لها بشكل عام. 

كما كشف استطلاع أجرته شركة “إبسوس” للأبحاث، أن أسلوب تعامل بايدن مع الحرب في الشرق الأوسط لم يحظَ بشعبية كبيرة بين الأميركيين الشباب تحديدا.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لبايدن هو أن ذلك أدى إلى انقسام الحزب الديمقراطي نفسه. ففي ولايات مثل “ميشيغان” و”ويسكونسن”، صوتت مجموعات كبيرة من الناخبين الديمقراطيين الأساسيين لخيار “غير ملتزم”، بدلا من دعم بايدن.

 هذا النهج اعتبر وسيلة للاحتجاج على تعامل البيت الأبيض مع الحرب بين إسرائيل وحماس. 

وللتذكير فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، افترض قبل هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أن الشرق الأوسط كان “أكثر هدوءا مما كان عليه منذ عقود”.لكن لم يعد هذا هو الحال، فاليوم باتت “الحالة المؤسفة” التي تعيشها المنطقة أدت إلى تأجيج التوترات، وألهمت الاحتجاجات التي شكلت جيلا جديدا في مختلف أنحاء العالم يدين السياسة الامريكية.

تخاطر السياسة الأمريكية اليوم على تقويض السلام العالمي وهي “مجازفة كبرى” فمع فتح الجبهات و نشوب حرب على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفي اليمن أيضا يهدد بتعقيد مشهد الحرب في غزة لدفع الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي واسع النطاق، في رقعة جغرافية اخرى تصعد واشنطن مع قضية تايوان وكوريا الجنوبية وهو ما سيكون له تأثير على أجواء الانتخابات الرئاسية الأميركية لكن أحدا لن يستطيع تحديد ملامح هذا التأثير بشكل واضح.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *