الخميس. ديسمبر 26th, 2024

يتزامن اليوم 12 جوان 2024 مع إحياء اليوم الوطني للسيادة الروسية الإتحادية، يوم أعلن فيه البرلمان الروسي المنتخب ديمقراطيا استقلال روسيا عن الإتحاد السوفياتي مما أدى إلى سقوطها في العام التالي.

وبمناسبة هذا اليوم نذكّر بالعلاقات بين تونس و روسيا التي يمكن وصفها بعلاقات متنوعة و تاريخية ترجع إلى عام 1991.

 بدأت العلاقات الدبلوماسية البلدين بمحطات تاريخية هامة وتطورت بشكل متقطع وتضمنت التعاون في مجموعة واسعة من المجالات مثل التجارة والاقتصاد والثقافة والتعليم.

أما في السنوات الأخيرة، تشير العلاقات الثنائية بين البلدين إلى تعزيز العلاقات نحو مستوى جيد ، خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية.

 وقد شهدت العلاقات الثنائية بين تونس وروسيا تبادل زيارات رسمية بين المسؤولين في كلا البلدين، مما يعكس الرغبة في تعزيز التعاون وتوسيع نطاق العلاقات بينهما، وفي ظل إنعقاد اخر ندوة صحفية مشتركة بين وزير الخارجية السيد”نبيل عمار” و نظيره الروسي في موسكو.

حيث ان من أهم ما جاء في هذه الندوة مبدأ التعاون والمشاورات السياسية بين البلدين نظرا لتطابق وجهات النظر في ما يهم القضايا الدولية والاقليمية ذات الإهتمام المشترك من بينهما  القضية الفلسطينية و الملف الليبي.

كما عبرت روسيا على مساندتها جهود الإصلاح في تونس لدفع الإقتصاد وحماية الدولة ودعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات مثل التكنولوجيا والطاقة النووية مع إستكشاف فرص جديدة للشراكة هذا وقد صرح وزير الشؤون الخارجية الروسي سرغي لافروف “Sergeui lavrov” ان روسيا رفعت من حجم شراءاتها التونسية خاصة في قطاع الفلاحة و النسيج و دعمت السياحة.

كان التعاون في مجال إنشاء المجمعات الكهرمائية في تونس طيلة سنوات من أهم الاتجاهات للتعاون الاقتصادي التقني. في عام 1993 تم توقيع اتفاقية التعاون في المجال التجاري والاقتصادي ومجال إنشاء المشاريع المائية التقني

عقدت في أعوام 1999 و2003 و2008 اجتماعات اللجنة الحكومية الثنائية الخاصة بالتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، التي اسفرت عن توقيع اتفاقية لحكومية والبرنامج الحكومي في مجال التعاون الثقافي والعلمي، واتفاقية وزارية حول التعاون في مجال التأهيل المهني.

بلغ التداول السلعي بين الدولتين منذ عام 2008 1.71 مليار دولار (805 مليون دولار في عام 2007) وازداد بمقدار مرتين، مقارنة مع عام 2007، وذلك علي حساب تصدير النفط ومشتقاته بمبلغ 550 مليون دولار، والكبريت والامونيا بمبلغ 500 مليون دولار إلى تونس.

وبحسب المعلومات الواردة من الجانب التونسي فان روسيا أصبحت في عام 2008 شريكا ثالثا على الصعيد التجاري الخارجي بالنسبة لتونس، علما ان التصدير الروسي إلى تونس يشكل نسبة95% من التداول السلعي التونسي الإجمالي.

ومن الصادرات الروسية الأخرى يمكن ذكر الاخشاب والورق والسبائك الفولاذية، اما تونس فتصدر إلى روسيا  زيت الزيتون والمنتجات الزراعية ومنتجات النسيج.

وفي عام 2008 تم إنشاء أول مؤسسة روسية تونسية مشتركة تعمل على تعبيد الطرق في تونس.

حصلت المؤسسة الروسية الفيتنامية المشتركة على ترخيص بتنقيب النفط في تونس.

تم بموسكو في مارس 2006 توقيع اتفاقية تأسيس مجلس الأعمال الروسي التونسي. واعلن التونسيون رغبتهم في البدء بإنشاء محطة كهرذرية بقدرة 900 ميغاواط في عام 2010. فيما اعربت شركة “روس آتوم” الروسية عن استعدادها للحوار حول إقامة التعاون مع تونس في هذا المجال.

تتطور بنجاح العلاقات الروسية التونسية في مجال الرعاية الصحية، ويعمل حاليا في تونس فريق من الأطباء يضم 150 طبيبا، وبينهم 40 طبيبا روسيا يمثلون مؤسسة “زدراف اكسبورت” الحكومية الروسية.

كما تم في موسكو عام 1998 عقد اتفاقية حكومية في مجال السياحة، فشهدت بذلك العلاقات السياحية ازدهارا ليبلغ عدد زوار تونس في عام 2016 حوالي 600 ألف سائح روسي مقارنة بحوالي 50 ألف سائح فقط سنة 2015 (180 الف سائح روسي في عام 2008، 130 الف سائح عام 2007 و107 الف سائح عام 2006) حيث تعتبر تونس إحدى أهم المقاصد المفضلة بالنسبة للسائح الروسي.

أما في مجال التعليم، يعمل في تونس 24 مدرسا روسيا، وذلك في مجال التأهيل المهني_التقني.

وتمّ بمساعدة روسيا إنشاء مدرسة هندسية وطنية وهي أول مؤسسة تكنولوجية للتعليم العالي في تونس.

أما في اخر تطورات العلاقة و مستجداتها نجد إعلان لوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، خلال اخر لقاء له مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد بقصر قرطاج، أن الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية سجلت زيادة في حجم التبادل التجاري بين تونس وروسيا الاتحادية بثلاثة أضعاف حيث بلغ مليارا ونصف مليار دولار.


وأضاف لافروف، أنه تم الاتفاق اليوم على تطوير التعاون في عدد من المجالات الأخرى، خاصة المجال الفلاحي بعد أن أعرب الجانب التونسي عن اهتمامه بامدادات القمح الروسي، فضلا عن الاتفاق على التسريع في إدخال اتفاقية استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية حيز التنفيذ.


كما أكد وجود اهتمام متبادل بين البلدين، للتعاون في مجال التكنولوجيات الحديثة واستكشاف الفضاء، معلنا أن السنة المقبلة ستشهد اطلاق القمر الصناعي الثاني على ضوء الاتفاقية المبرمة بين شركتين روسية وتونسية لانتاج واطلاق خمسة أقمار صناعية جديدة. وذكّر، في هذا السياق، باطلاق أول قمر صناعي تونسي مخصص للاتصال عبر صاروخ روسي.


وبخصوص التعاون في مجال الصحة، صرح لافروف بأن آفاقه واعدة، لاسيما وأن تونس كانت من الدول الاولى التي اعتمدت اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا “سبوتنيك”.


وأوضح أن تطوير العلاقات في كافة هذه المجالات، سيم متابعتها خلال اجتماع اللجنة المشتركة التونسية الروسية، المزمع عقدها في السنة المقبلة في موسكو.
أما بالنسبة الى الوضع في قطاع غزة، فقد لاحظ لافروف أن روسيا وتونس تشتركان في نفس الرؤية بخصوص ضرورة وقف إراقة الدماء وايصال المساعدات الانسانية، بالاضافة الى ارساء خطة تجنب تكرار المأساة التي يشهدها القطاع على المدى البعيد، داعيا إلى ضرورة العمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية المعروفة.

تعتبر تونس و روسيا التي تتميز بتوازن سياسي مهم دول صديقة حيث تسعى كلتا الدولتين إلى تعزيز التعاون خاصة أن تونس تسعى إلى إنفتاح شراكي يشمل كل من روسيا والصين، إنفتاح من شانه إرباك الشريك التاريخي  الغربي.

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *