الأحد. ديسمبر 22nd, 2024

قسم الأخبار 05-06-2024

في عالم محفوف بالمخاطر من حولها، تجد أوروبا نفسها أمام حاجة ماسة لقيادة متماسكة على مستوى الاتحاد الأوروبي الذي يعرف انقساما داخليا يعصف به. ولضمان تحقيق هذا، تحتاج أوروبا إلى أمرين، وفق ما طالعته “ذي إيكونوميست” البريطانية، وهما:

وتتجسد المخاطر التي تواجهها أوروبا في أوكرانيا إذ تحتدم الحرب الأكثر دموية في القارة منذ عام 1945، وما تعتبره القارة “تهديدا روسيا” في منطقة البلطيق، بالإضافة إلى احتمالية عودة “دونالد ترامب” في الانتخابات الأمريكية القادمة التي يمكن أن “تقوّض” الناتو وهو أساس الأمن الأوروبي. فضلا عن اقتصاد القارة المعرض للصدمات الناجمة عن السياسة الصناعية والحمائية في أماكن أخرى. وتحقيق الشعبويين المتشككين في أوروبا مكاسب عالية في استطلاعات الرأي.

قادت فون دير لاين، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2019 وتترشح لولاية ثانية. وتقول “ذي إيكونوميست” إن دير لاين قامت بعمل جيد، إذ نظّمت الاستجابة الجماعية القوية من جانب الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا، والمساعدة في تعميق التكامل الأوروبي في وقت حرج على سبيل المثال من خلال الدفع ببرنامج رائد لإصدار ديون مشتركة.

وأورسولا فون دير لاين، الألمانية المحافظة التي تتسم بالهدوء وضعت المفوضية الأوروبية في قلب عملية صنع القرار عندما كانت العلاقات الفرنسية الألمانية شائكة.

ولكي تفوز بولاية ثانية، فإنها تحتاج أولا إلى دعم زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين. ثم يتعيّن عليها الحصول على الأغلبية في البرلمان الأوروبي، الذي سيجري انتخابات في الفترة من 6 إلى 9 جوان الجاري.

واعتبارا من يوم غد الخميس، سيصوت نحو 375 مليونا من سكان الاتحاد الأوروبي في الانتخابات التي ستقرر أعضاء البرلمان المقبل البالغ عددهم 720 عضوا.

وبالنسبة لجورجيا ميلوني، فهي رئيسة وزراء إيطاليا منذ عام 2022 وزعيمة حزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة إيطاليا)  اليميني المتشدد، الذي تحول من كونه قوة متمردة إلى إدارة البلاد. ومن المتوقع أن تحقق ميلوني ابنة روما، نتائج جيدة في انتخابات الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال دعمها، يمكن أن تتمتع فون دير لاين بفرصة أفضل للفوز بأغلبية برلمانية لولاية ثانية في أعلى منصب في الاتحاد الأوروبي، لا سيما أنها كانت قد غازلت الإيطاليين، بقولها “لقد عملت بشكل جيد للغاية مع جورجيا ميلوني”.

بينما أثارت غضب الليبراليين وشخصيات أوروبية أخرى بمن في ذلك البعض في “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” الحاكم في ألمانيا وحزب إيمانويل ماكرون في فرنسا.

ميلوني التي تُوصف بالموهوبة تتجاوز الحدود المقبولة، وتضفي مصداقية على نظريات المؤامرة العنصرية مثل “البديل العظيم”، إذ كانت قد شبهت الاتحاد الأوروبي بالاتحاد السوفياتي. ولهذا يرى البعض ميلوني شخصية اليمين المتشدد التي يجب استبعادها من عملية صنع القرار.

لكن استبعادها سيكون من حيث المبدأ بمثابة قصر نظر. إذ إن سجلها الحافل ليس سجل إشعال الحرائق السياسية.

يأتي دور مارين لوبان، التي تتسم بالصرامة وبإيمانها الشديد بمصيرها، إذ من المتوقع أن يحقق حزبها “التجمع الوطني”، اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين أداءً جيدا في الانتخابات الأوروبية أيضا. لقد حاولت لوبان إعادة تصنيف نفسها كشخصية رئيسية، في وقت توصف فيه بأنها مثيرة للجدل ولها تاريخ طويل من كراهية الأجانب.

فهي تريد إنشاء مجموعة ضخمة من القوميين القادرين على سحب أوروبا بقوة نحو اليمين. وللقيام بذلك، فهي تريد أن تتعاون مع ميلوني. ولهذا ترى الصحيفة البريطانية أنه من الأفضل بكثير جذب ميلوني نحو المركز بدلا من لوبان وقد يقلل إضعاف لوبان من جاذبيتها في فرنسا، إذ يتصدر حزبها استطلاعات الرأي قبل الانتخابات في عام 2027

By amine

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *