تونس-13-2-2024
افتتحت الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، الملتقى الدولي حول الاستقرار السياسي في ليبيا، الذي احتضنته العاصمة تونس، وتناول الوضع السياسي وتعثر الحلول في ليبيا.
واحتضنت تونس مؤتمرا لبحثِ دعمِ الاستقرار في ليبيا، ودفع العملية السياسية هناك، وشاركت في المؤتمر دول عربية وإفريقية، إلى جانب روسيا والصين.
كلمة الترحيب: الدكتورة قعلول
السيدات والسادة أصحاب الفخامة والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بحضراتكم جميعا في تونس في هذا الملتقى الدولي الكبير من أجل الإستقرار في ليبيا والإستقرار في المنطقة ككل والذي يجمع ثلة من المجتمع الدولي وجميع الأطياف الليبية من الشمال الى الجنوب الى الشرق والغرب الليبي…
نلتقي اليوم في هذا المؤتمر الجامع، حيث يشهد العالمومنطقتنا الإقليمية تغيرات كبرى وإضطراباتوتونس اليوم فخورة وسعيدة جدا بأن تحتضن هذا الملتقى الذي يعبر عن إرادة الشعب التونسي ضمانا لاستقرار ليبيا والمنطقة ككل والمصالحة بين مختلف أطياف المجتمع الدولي… ليعم السلام العالمي.
وما من شك أنّ العالم اليوم يشهد تحولات جذرية ستنبثق عنها مناخا عالميا ومشهدا يعمّه السلام والإحترام المتبادل بين كل الدول والمجتمع الدولي بعيدا عن المؤامرات والهيمنة والإستعمار الجديد والنازية الجديدة.
وقبل أن نفتتح هذا الملتقى لا يفوتنا أن نترحم على شهداء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى “الإبادة الجماعية” على يد كيان الإحتلال الصهيوني وبأيادي “النازية الجديدة” مدعومة من أغلب قيادات وحكام العالم الذين طالما “تكلموا وتشدقوا” بقيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهم يدعمون إستعمارا غاشما منذ 75 سنة من التنكيل والدمار والتهجير… فتحية لكل الشعوب الحرة وتحية للمقاومة وكما قال شاعرنا أبو القاسم الشابي “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”…
****
نفتتح اليوم على بركة الله تعالى الملتقى الدولي تحت عنوان “الإستقرار السياسي في ليبيا رؤية إستشرافية لمستقبل الأجيال القادمة “والذي ينظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع مؤسسة شمال إفريقيا لرعاية الشباب.
وسنقدّم في هذا الملتقى ورقات علمية يؤمنها ثلة من السادة الخبراء الدوليين والأساتذة الممثلين عن ليبيا والدول المشاركة.
كما سيكون الملتقى فرصة لرصد كل التحديات وتشخيصها وإيجاد الحلول العملية لها، وذلك بطرح العديد من الإشكاليات والأسئلة المحورية التي تهدف إلى تفعيل النقاش الفكري المثمر حول السلم الاجتماعي، ودولة القانون والمؤسسات، والأطر الاقتصادية البديلة للتنمية المستدامة في ليبيا.
نعقد هذا الملتقى دعم العملية الاستقرار في ليبيا، التي تعتبر أولوية الأولويات خاصة أن الأوضاع باتت أكثر تعقيدا وانقساماعلى مستوى الإستقرار السياسي وذلك نتيجة للتدخل الأجنبي المفرط وفرض الوصاية دون مراعاة مصلحة المجتمع الليبي وخصوصياته الثقافية والحضارية… ونعمل على أن تكون هذه المبادرة فرصة حقيقية وعملية من أجل ضمان الإستقرار الفعلي بيد ليبية خالصة… وأن تكون تونس هي منصة الإستقرار الليبي والمصالحة من أجل توحيد مختلف الأطياف الليبية ولمّ الشمل من أجل فرض السلام في ليبيا ووضع روزنامة عاجلة وفي أقرب وقت لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية.
نعقد هذا الملتقى ليكون حلقة جديدة ضمن سلسلة الحلقات التي عقدها المركز الدولي للدراسات الإستراتجية سابقا منذ 2015 الى اليوم، كما سكون فرصة مميزة لمواصلة الملتقيات الهادفة،للدولة الليبية ولكل المجتمع الدولي ومنبرا أكاديميا وسبيلا لتفعيل مبدأ السيادة الخالصة للشعب الليبي في الداخل والخارج، وفرض منطق القانون والعدل وإعلاء راية السلام وصولا الى بر الأمان بعيدا عن كل وصاية أو تدخل أجنبي يقف عائقا أمام حق الشعوب في تقرير مصيرها.
كما سيكون من بين أهم أهداف الملتقىإشراك الشباب والمرأة وكل الجهات الفاعلة في عملية الإستقرار السياسي والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، وإرساء السلم المجتمعي، وتطوير مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحكومة الرشيدة من أجل دولة المؤسسات والقانون ومنع تجدد الصراعات الداخليةوالانقسامات الجهوية.
****
هذا و تجدر الإشارة بأننا قسّمنا الملتقى الى أربعة محاور أساسية وهي كالتالي:
- المحور الأول: الإستقرار السياسي والأمني من أجل البناء والتنمية
- المحور الثاني: إنهاء الوصاية وتكوين شركات دولية مبنية على مبدأ الإحترام المتبادل.
- المحور الثالث: دور المرأة والشباب في صناعة السلام والإستقرار والتنمية المستدامة
- المحور الرابع: المصالحة خطوة من أجل البناء والإستقرار
****
السيدات والسادة الأفاضل،كلنا أمل وثقة في إنجاح أعمال هذا الملتقى الدولي وإثرائه بمحاضراتكم القيمة ونقاشاتكم البناءة من أجل إعداد مشروعا متكاملا يكون ثمرة لكل جهودنا العلمية والعملية ويتضمنتوصيات أساسية في مجالات الأمن والاقتصاد والسلم المجتمعي والحوكمةالرشيدة العامة في ليبيا من خلال هذه المنصة وعلى أرض تونس أرضالسلام.