الأحد. نوفمبر 24th, 2024

قسم البحوث والدراسات الاستراتيجية

بايدن الذي أوضح سرّا لمساعديه أنه “لا يحبّ نتنياهو الذي تربطه به علاقة فاترة منذ عقود ويعتقد أنه يقوم بحملة غير ديمقراطية لإضعاف القضاء الإسرائيلي”، شعر أنه “بحاجة إلى إظهار التضامن مع “زميل ديمقراطي” قديم وكذلك دفع جيران إسرائيل العرب لمساعدة الفلسطينيين”، كما قال المسؤولون. الذين ناقشوا الحكمة من سفره إلى الكيان.

وبما أنّ الجيران العرب الأكثر رضوخًا للولايات المتحدة هم مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، كان مقررًا عقد قمة عربية لمناقشة خطة قديمة لتطويق حماس، وهي عبارة عن قوات فصل أردنية ومصرية وتركية على الحدود مع غلاف غزة.

إلا أنّ مذبحة مستشفى المعمدانية، جعلت عقد القمة أكثر صعوبة في ظلّ رأي عام عربي مستنفر. فتم إلغاء القمة، مع كثير من الاحتفال والشعور بالإنجاز والعطاء من قبل الرؤساء العرب الثلاثة، لقد سجّلوا موقفًا أهم من مبادرات إيقاف المجازر في غزة.

بكل الأحوال تمّ تسليم قيادة الحرب على غزة للأمريكيين كما أعلن نتنياهو، الذين يملكون واحدة من أحد عشر قيادة مقاتلة موحدة لوزارة الدفاع الأمريكية، وهي القيادة المركزية للولايات المتحدة والتي تعرف اختصارا بـcentcom. وتشمل مهماتها منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر بمثابة الوجود الأمريكي الرئيسي في العديد من مناطق العمليات العسكرية بما في ذلك حرب الخليج والحرب في أفغانستان وحرب العراق 2003، وأين تقع غرفة العمليات؟ غرفة العمليات تقع في مصر.

والآن ستتولى سنتكوم قواعد الحرب الجديدة، لكن، ليس لوحدها، كان من الضروري أن تدخل مصر والأردن والإمارات، وبالطبع السعودية، التي أثبتت أنها معنية بالتطبيع كـ “خادمة للحرمين الشريفين”، وليست معنية بالقتل والدمار الذي يحلّ في غزة.

على أيّ حال، من الآن حتى نهاية عملية الانتقام الإسرائيلي، ستعمل هذه الدول لصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، مع محاولات خجولة على الهامش للحفاظ على أخر قطرة من ماء وجهها أمام شعوبها بالدرجة الأخيرة جدًا. وأي مجزرة سترتكب بعد اليوم، بالطبع ستكون شريكة فيها.

الواقع أنه “ليس ثمة جدية عربية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”. كما عبر أحد الزعماء العرب عام 2021. وتابع أن “إسرائيل تعرف أنه لا توجد هناك جدية عربية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”، لافتًا إلى وجود “تخاذل عربي” تجاه ​القضية الفلسطينية​. لكن هذا الزعيم نفسه ليس لديه مشكلة أن تعترف قناته التلفزيونية بإسرائيل كدولة، أو أن يستضيف متحدثين باسمها ومدافعين عنها في إعلامه.

إلى ذلك، وبعدما سقط قناع حلّ الدولتين عن وجه الولايات المتحدة، يعود مشروع التوطين القديم في سيناء والأردن إلى الواجهة، إنها الفرصة المناسبة. سيحاول الإسرائيلي دفع أهالي غزة إلى سيناء تحت حجة “مؤقتًا” لتأمين معبر آمن، ولا يسمح لهم بالعودة مجددًا كما حصل سابقًا في التاريخ.

 في المقابل يحاول بايدن إغراء السيسي بتوطينهم مقابل إلغاء الديون وإنهاء الأزمة الاقتصادية في مصر ورفع العقوبات عنها. لكن مصر ما بعد عبد الناصر المتعلقة بذيل رداء الأمريكي، تعرف أنّ راعيها كاذب. وأنّ من شأنه أن يجعل التوطين أمرًا واقعًا بدون مقابل. ومن شأن التوطين أن تشعل صراعات وأزمات داخلية في مصر، وليست “القضية الفلسطينية” هي سبب تبرير السيسي لذلك.

By Zouhour Mechergui

Journaliste