الأثنين. مايو 13th, 2024

اعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية

انزعاج أمريكي وتحفظات كبيرة حول الأسلحة المتطورة التي تنتجها وتصنّعها الصين بتكتك كبير وتقنيات خارقة يثير حفيظة الغرب والأمريكان، فهناك خبراء عسكريين يؤكدون أن العالم الى حدود اليوم لا يعرف الحجم الحقيقي للجيش الصيني، ولا يعرف كذلك مدى تطوّر الأسلحة الصينية، وخاصة أسلحة الذكاء الإصطناعي الذي تعتبر الصين رقم واحد في العالم.

كما تقوم الصين بتطوير مجموعة من الأسلحة المتقدمة ذات تكنولوجيا عالية وفائقة التطور بهدف التفوق على الولايات المتحدة في أي صراع قد يطرأ مستقبلاً، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة بالكونغرس الأمريكي.

ولا يفوت الأمريكان تتبع كل الخطوات العسكرية الصينية، فبالنسبة للبيت الأبيض عدوها الأول هي الصين، ففي كل سنة لديها تقرير حول الصين للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية الصينية وقد صدر التقرير لهذه السنة الذي تعلن فيه “أن الصين تعكف على تطوير مجموعة من الأسلحة المتقدمة ذات الإمكانات العسكرية المدمرة على نطاقات واسعة المدى”.

وفقاً لما نشره موقع “The Washington Free Beacon” الأميركييحدد التقرير 6 أنواع من برامج الأسلحة المتقدمة التي وضعتها بكين على رأس أولوياتها سعياً إلى بلوغ “الهيمنة” في مجال الأسلحة التي تعمل بتقنيات فائقة التقدم بل وتعتبرها مرعبة ومن خلالها ستسيطر الصين على العالم وستتفوق على كل الدول وخاصة على الولايات المتحدة الامريكية.

ويقول التقرير إنه “نظراً لإصرار بكين على مسارها الحالي، وانعدام وجود ضوابط ومعاهدات أساسية تحد من وتيرة تطوير الأسلحة المتقدمة زمنياً واقتصادياً، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفترض أنها ستكون لها ميزة دائمة في تطوير التكنولوجيا العسكرية الحدودية القادمة”.

 ويضيف التقرير “بالاضافة إلى ذلك، فإن الاتجاهات التكنولوجية الحالية تجعل الحفاظ على أي ميزة تفوق أكثر صعوبة مما سبق”.

ويقول التقرير “إن تحقيق الصين لانطلاقة مفاجئة في أي من هذه التقنيات، يمكن أن يعزى إلى السرية المحيطة بهذه البرامج والطبيعة غير المؤكدة لتطوير الأسلحة المتقدمة بشكل عام”، مشيرا إلى أن “هذا الإنجاز الصيني ربما يكون له انعكاسات استراتيجية كبيرة على الولايات المتحدة، ولا سيما في إمكانياتها لتعزيز التحديات القائمة في مجال القدرة على نقل القوات الأميركية إلى النقاط والمواقع، التي يراد بلوغها، ومواصلة نشر القوات الأميركية بما يعرضها للخطر”.

وتعتبر الأسلحة الصينية الحديثة ذات القدرة على المناورة، والأسلحة الأسرع من الصوت، وأسلحة الليزر والحزم الضوئية، ومدافعrailgunرييلغن الكهرومغناطيسية، والأسلحة المضادة للهجمات من الفضاء الخارجي، والروبوتات الموجهة بالذكاء الصناعي.

و هذه هي أهم الأسلحة التي تثير رعب الأمريكان والغرب وهي كالتالي:

  1. صواريخ باليسيتية قادرة على المناورة

كشفت الصين عن 2 من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن ذات القدرة على المناورة في عامي 2010 و2015، كما أنشأت أجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية اللازمة لإصابة أهداف متحركة في البحار والمحيطات، والمصممة للاستخدام ضد حاملات الطائرات الأميركية وغيرها من السفن الحربية.

  • صواريخ “هايبر سونيك”

وتحرز عمليات تطوير صواريخ بكين الأسرع من الصوت “تقدماً سريعاً”، حيث تم إجراء 7 اختبارات سرعة انزلاق “هايبر سونيك” أسرع من الصوت بعدة مرات منذ عام 2014، كما تم إطلاق رحلة طيران تجريبية لمحرك نفاث في عام 2015.

  • أسلحة الليزر

وتلبي أسلحة الطاقة الموجهة الاحتياجات في العام الجاري لإنتاج أنظمة دفاعية، مضادة للصواريخ ذات قذائف طاقة عالية الموجات، بالإضافة إلى إنتاج أنظمة الليزر الكيميائية عالية الطاقة، التي يمكن أن توقف عمل الأقمار الصناعية أو إلحاق التلف بها.

  • أسلحة كهرومغناطيسية

كما تقوم الصين بتطوير مدافع “رييلغن”، التي تطلق قذائف كهرومغناطيسية والتي تعتمد على نظم حركية لتدمير الأهداف بدلاً من الوسائل التي تقوم على أساس مواد تفجير.

  • مدفع رييلغن للقصف بقذائف كهرومغناطيسية

أما قائمة أسلحة الفضاء الصينية فتتضمن الصواريخ المباشرة المضادة للأقمار الصناعية، وأسلحة الطاقة الموجهة من الأرض، وعمليات الالتقاء والقرب لتدمير أو الاستيلاء على الأقمار الصناعية.

  • أسلحة الذكاء الصناعي

وتتراوح أسلحة الذكاء الصناعي ما بين صواريخ كروز الروبوتية، وصواريخ كروز ذاتية التفكير، والمركبات ذاتية القيادة، وأسراب من الطائرات بدون طيار.

تسليح وتقنيات عالية وخارقة لم يشهدها تاريخ الإنسانية:

وتدعم كل أنظمة التسليح الجاري تطويرها في الصين طفرات غير مسبوقة في مجال التطور التكنولوجي يبدأ من أشباه الموصلات، والحاسبات الفائقة السرعة والذكاء، والروبوتات الصناعية، وعلوم الكمبيوتر الكمي قد فاق كل توقاعات الأمريكان مما أصبح أمر وواقع مزعج يثير رعب الأمريكان الذين بدؤا يفقدون سيطرتهم على العالم العسكري.

وتشكل برامج التسلح المتطورة الصينية تهديدات للولايات المتحدة وهي تخشى من السلاح الصيني لأسباب عدّة من بينها:مثل هجمات محتملة ضد حاملات الطائرات والسفن الحربية بحراً، كما يمكن أن تتفوق صواريخ “هايبر سونيك” من إختراق نظم الدفاعات الصاروخية الأميركية، عبر تدمير الأهداف قبل أن ترصدها الدفاعات الأميركية وتقوم باعتراضها، فضلاً عن استهداف القوات الأميركية بالمدافع الكهرومغناطيسية والأسلحة الفضائية التي قد تعرقل تنفيذ العمليات العسكرية الأميركية خلال أي صراع مستقبلي محتمل.

كما يمكن للصين استخدام أسلحة ذكاء صناعي مثل قيام الطائرات بدون طيار بهجمات بأسلوب “أسراب الجراد” التي تضم أعدادا ضخمة تحلق في الأجواء الأميركية بما يحدث حالة إنهاك للدفاعات الجوية الأميركية.

الصين حرصت على التنمية المستمرة منذ عشرات السنوات، تتحرك بسرعة عالية في مجال تطوير الأسلحة المتخصصة بطرق مصممة بحيث لا تقتصر على تحقيق التكافؤ العسكري مع الولايات المتحدة وإنما لبلوغ مراحل من التفوق والهيمنة العسكرية على مستوى العالم. وهذا أصبح حقيقة لا تريد أمريكا الإقرار به

أعمال تطوير الأسلحة المتقدمة اليوم تهدف إلى “الانتقال من مرحلة “اللحاق بالركب” إلى مرحلة تطبيق تكنولوجيات تحقق “القفز” إلى الهيمنة بالمستقبل.

يمكن للأسلحة الصينية المتقدمة أن تنتج مفاجآت استخباراتية محتملة تشكل تهديدا للولايات المتحدة وقواتها المنتشرة ولحلفائها الإقليميين في المستقبل.

الخلاصة:

إن الصين أصبحت بالفعل قوة عسكرية مهيمنة في منطقتها، وهذه هي الحقيقة التي تفسر، أكثر من أي شيء آخر، مدى عدوانية الإعلام الامريكي والغربي على الصين وخاصة التحركات والاستفزازات ضد الصين فيما يخص “تايوان” ودعمها بالأسلحة وغيرها وطبعا الصين دائما تتعامل بحكمة كبيرة ولا تقع في فخ الاستفزازات الأمريكية.

واعتبرت الصين أن ما جاء في التقرير السنوي للجنة الكونغرس، هو تقرير جديد مناهض للصين.

كما ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز”، التابعة للحزب الشيوعي الصيني، أنه “من وجهة نظر بكين، فإن اللجنة إحدى أكثر المنظمات الأميركية عدوانية”.

By admin