الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

أشارت هاجر قلديش الاستاذة الجامعية والخبيرة في الشأن الافريقي، اليوم  في كلمتها خلال ملتقى”|مبادرة الصين من أجل السلام الانساني الدائم والتنمية المشتركة” إلى تطور مفهوم الامن القومي، والذي يعود لعدّة أسباب، أدّت بدورها الى نتائج عديدة.

ولفتت الى أوجه الاختلاف حول مفهوم الامن القومي الكلاسيكي والمفهوم العصري، حيث قالت إنّ المفهوم القديم جزئي ولا يعبّر عن ما يعيشه العالم اليوم، إذ يشير قديما الى بعد واحد وهو البعد العسكري، ومنه فإنّ تهديدات الامن القومي قديما لا تشمل بدورها سوى مفهوم القوة العسكرية، وبالتالي لا تعتمد الدول في مواجهة هذه التحديات سوى على الامكانات العسكرية في حين أنّها تفتقر الى الامكانات الاخرى التي تضمن لها الحفاظ على آمنها القومي.

وفي نفس السياق، شدّدت السيدة هاجر قلديش على أنّ المفهوم الحديث للأمن القومي والمعبّر عن الواقع الحالي يشمل الكثير من العناصر والأبعاد التي عكست تهديدات شاملة وكونية.

وقد تناولت المداخلة عموما سؤالين هامين، وهما: كيف كان هذا التطور ولماذا؟

وتابعت، “المفهوم الكلاسيكي لا يتلائم مع ما نعيشه اليوم، بحيث تحول الى مفهوم شامل وكوني، فأصبحت التهديدات متشعّبة ومختلفة (تجارية، ايديولوجية، تكنولوجية، بيئية، أمراض معدية، غذائية)، وقد عكست هذه التحديات الكبيرة عجز الدول عن مواجهتها بشكل فردي، حيث أنّ الاستراتيجيات التقليدية لم تعد ناجعة ومواكبة لما تمر به اليوم فعليا”.

وفي نفس الاطار، دعت الى ضرورة التكاتف والتعاون بين الدول لمواجهة هذه التهديدات ولتحقيق سلام عالمي وتجاوز الفروقات بين المقاربات والقوانين الدولية الصورية الغير مفعّلة وما يمر به الامن العالمي اليوم.

كما أشارت الى اختلاف نماذج الهيمنة، وذلك الذي يفسّر الشراكات والاتفاقيات التعاونية المزيفة، بحيث أنّ تحقيق الامن العالمي والانساني لا يتطلب هيمنة تحت غطاء التكاتف الشكلي أو الاستعماري الجديد وإنما شراكة حقيقية ومصالح متبادلة تحقق الامن الانساني العالمي، وهذا ما يحفل به عالمنا اليوم علاقات دولية ذات مصالح احادية أو ساعية لكسب النفوذ وتحقيق الهيمنة لصالح طرف دون اخر. وفي الختام دعت قلديش، الى ضرروة دراسة التهديدات المستقبلية  لايجاد سياسيات واستراتيجيات مواكبة لكل وقت، ذلك لأنّ مفهوم الامن القومي لا ينفكّ عن التغير.

By Zouhour Mechergui

Journaliste