الأحد. ديسمبر 22nd, 2024

عادل الحبلاني: باحث بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس

مراجعة: الدكتوة بدرة قعلول

لسنا في حاجة إلى الحفر كثيرا في التاريخ ولا العودة إلى عصور خلت ونبش الوثائق ولا إلى حفريات اركيولوجية علنا نعثر على ما يفيد بجرائم الحرب التي قامت بها أمريكا منذ تشكلها على يد ” الحجاج ” الإنجليز والتي باتت تعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية ف”عيد الشكر” الذي يحتفل به كل بيت أمريكي يعيد إلى الذاكرة تسميات نجد لها جذور في التاريخ, “أرض الميعاد” وإسرائيل الله الجديدة”، والتي كانت عبارة عن خلاص الإنجليز من ظلم الفرعون البريطاني وتيههم في البحر ووصولهم إلى أرض “كنعان” أو “أرض الخلاص” بعد اكتشافها من طرف كريستوف كولومبو، هذه العقيدة التي كشف عنها الإنجليز القدامى منذ أول موطئ قدم لهم في أمريكا كانت تفيد بأن الله اختارهم وفضلهم عن العالمين وأعطاهم تفويضا بقتل الكنعانيين فهم وفق عقيدتهم  العبرانية” يهود الروح” الذين عهد لهم ما عهد إلى ” يهود اللحم والدم”.

يرى المؤرخ Lee levinger إن العقيدة والثوابت  التي رافقت التاريخ الأمريكي من بليموث البريطانية إلى جيكور العراقية هي التي تشكل الدعامة الأساسية لتاريخ جرائم الحرب الأمريكية قديما وحديثا،وتقوم هذه العقيدة على المعنى الإسرائيلي لأمريكا وعقيدةالاختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي و الدور الخلاصي للعالم وقدرية التوسع اللانهائي وأخيرا حق التضحية بالآخر،جرائم حرب موغلة في التاريخ القديم والحديث والمعاصر لأمريكا.

إذ يصبح التسويق لفكرة ديمقراطية الدولة الأمريكية و قداسة حقوق الإنسان وكونيتها لديها واحترامها لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والتزامها بالقوانين والمعاهدات الدولية ليست إلا ضروبا من المغالطات التي تسعى كل الحكومات الأمريكية على تعددها للترويج لها فالتاريخ لا يمكن أن يتغافل عن أبشع الجرائم التي قامت بها أمريكا ضد الهنود الحمر ومجازرها في فيتنام ومخلفات قنابلها النووية في اليابان وقتلها لألاف الأبرياء في كل من أفغانستان والعراق.

داخل هذا السياق تتنزل عديد الاحداث الفارقة في تاريخ الإنسانية وفي تاريخ أمريكا الإجرامي القديم والحديث، في محاولة لفك الالتباس وتعرية الحقيقة الأمريكية لتبيان من هو المجرم الحقيقي ومجرم الحرب الفعلي.

فماهي جرائم الحرب التي ارتكبتها أمريكا ؟

ومن هي أبز الدول التي تعرضت إلى جرائم الحرب هذه ؟

إبادة جماعية للهنود الحمر

كل المحاولات السينمائية والتصويرية التي سعت من ورائها هوليود للترويج لبربرية وهمجية الهنود الحمربائت بالفشل، وكل المساعي الأمريكية لإضفاء طابع القدريةعلى ما حصل للهنود الحمر لا ينفي المسؤولية المباشرة للأمريكيين على أكبر إبادة جماعية ممنهجة في التاريخ الإنساني، حيث يصبح الحديث عن هولوكستية أمريكا أمرا وجيها لا ضربا من التحامل والكراهية.

لم تكن الآلهة التي انتظرها الهنود وفقا لأسطورتهم التي مفادها أن, ألهه ستأتي من وراء البحار لتخلصهم من شرورهم الهة رحيمة بل كانت على العكس من ذلك تماما، كانت ألهه قتل وتنكيل وتمثيل بهم.

حيث تقول اخر الإحصائيات أن عدد  الذين قتلهم المستوطنون الجدد بلغ 112 مليون وأن الجرائم التي ارتكبت في حقهم هي جرائم تطهير عرقي بامتياز تفنن الأمريكان في القيام بها, حيث رصدوا المكافآت والجوائز لمن يقتل هندي أحمر ويأتي برأسه سواء طفل أو امرأة أو رجل لا يهم المهم الرأس وقد كانت الجوائز عبارة عن 100 جنية إسترليني لرأس الرجل الهندي و50 جنية إسترليني لرأس المرأة أو الطفل كأسلوب جديد للإبادة الوحشية, فلم تسلم لا النساء ولا الأطفال حيث قام الأمريكان بقتل النساء وفتح بطونهم والتثبت من إن كانت إحداهن تحمل جنينا في بطنها ليتم قتله هو أيضا, بل قام الأمريكيون بأكثر من ذلك في عملية تطهير هي الأبشع في تاريخ الإنسانية  حيث عمدوا على إفناء كل من هب ودب من الهنود الحمر بأن قاموا بإدخال الأوبئة مثل الحصبة والجدري والخناق والتيفوئيد عبر الشواطئ خلسة ليتم نشرها في الأغطية والألبسة التي مكنوا منها الهنود زعما منهم أنهم يساعدونهم على شتاء امريكا القارص.

إبادة جرثومية راح ضحيتها أمة الهنود التي لم يتبقى منها غير قلة قليلة.

إنه لمن مكر التاريخ وزيفه أن تخلد ذكرى جون شفنغتون John Chivington  إلى اليوم في أمريكاالذي كان شعاره في هذه الإبادة الجماعية“أقتلوا الهنود واسلخوا جلودهم, لا تتركوا صغيرا ولا كبيرا, فالقمل لا يفقس غلا من بيوض القمل “.

ويقول الجندي الشاهد أشبيري بيرد Ashbyry Bird بأن “جميع الهنود تعرضوا لسلخ فروات رؤوسهم وهناك امرأة تعرض فرجها للتمثيل به, كما أن هناك جثثا مقطعة تقطيعا فظيعا وعددا من الجماجم المحطمة وقد وقع  تحطيمها بعد موت أصحابها بإطلاق النار عليها, بالإضافة إلى قطع أعضائها التناسلية.”

عقيدة القتل هذه ويهودية الروح الأمريكية لم تتوقف حد هذا الحدث الفارق في تاريخ الإنسانية, وهولوكسيتها عبرت حدود أمريكا لتحل كالطامة الكبرى على اليابان التي لزالت تعاني إلى اليوم مخلفات القنبلة النووية الأمريكية.

جرائم أمريكا في فيتنام (1964-1975 )

من منا لم يقرأ عن مذبحةماي لاي الفيتنامية, حيث قام الجنود الأمريكان بقتل المدنيين الذين كان معظمهم من الطاعنين في السن والعزل والأطفال ذات مارس 1968, حيث تم اغتصاب النساء ومن ثم تجميعهم مع من كانوا هناك داخل خنادق للري ومن ثم قصفهم بنيران الأسلحة الالية التي أدت بحياة 504 قرويا لم يبدوا أي شكل من أشكال المقاومة بل بالعكس من ذلك فقد أكد جندي أمريكي رفض قتل العزل بأن القرويين وقتها قد رفعوا الراية البيضاء, ولم يكتفي الجنود الأمريكان بفظاعة ما حصل بل قاموا ببسط أرض تلك القرية بالديناميت والنار وعمدوا مراكمة الجثث فوق بعضها ومن ثمة تفجيرها إلى أشلاء. حتي الجواميس والبط والدجاج والمحاصيل الزراعية لم تسلم من جرائم الأمريكيين, فقد قتلوا كل من دبت فيه الروح إنسانا كان أو حيوان وأحرقوا الأخضر واليابس, حيث كانت الجثث إما مسلوخة أو مشنوقة أو مقطعة الحناجر الأمر الذي استغرق خمسة أيام لدفنها. انسحبت هذه الجرائم على كل المدن والقرى الفيتنامية التي اجتاحها الأمريكان وخلفت العديد من القتلى, ولعله من المكر بما كان أن يعد الحزب الديموقراطي الأمريكي السيناتور بوب كيري ويقدمه لخوض الانتخابات الرئاسية وهو الذي قاد الجنود الأمريكان إلى قرية ثونه فونغ لإطلاق النار بدم بارد على 13 امرأة وطفلا, ليواصل ومن معه قتل عجوزان وثلاثة أطفال بالسكاكين وقطع حناجرهم كانوا مختبئين داخل كوخ.

هذه هي أمريكا وسياساتها, من هم أكثر تلذذ بقتل الأبرياء والعزل هم الأكثر حظا لتولي المناصب, ومن هم أكثر حرفية إجرامية هم الذين يخلدهم التاريخ وتنصب لهم التماثيل. ديمقراطية وهمية عرجاء وتفوق عرقي مزعوم وقدرية التوسع اللانهائي ذات الجذور العقائدية زهقت ما بين 966 ألف و3,8 مليون إنسان من جنود وأبرياء, وتنصلت من قوانين المحكمة الجنائية الدولية وبينت بطشها وعدم التزامها لا بقوانين الحرب ولا بالمعاهدات والمواثيق الدولية, حيث إلى اليوم لم يتم البت في جرائم الحرب الأمريكية لا فيتنام ولا في اليابان ولا في كل من أفغانستان, فأن تعاني اليابان إلى اليوم نتائج حرب كيمياوية وأن ينعم المجرم الأمريكي بالرخاء أمر يبعث على التساؤل عن ما فعله الأمريكان في اليابان ويطرح إحراجات عن مدى محكمة الجنايات الدولية وسياسة المكيالين.

كارثة كيمياوية في اليابان (هيروشيما وناغازاكي)  وأمريكا الفاعل

لأن النزاهة والالتزام بقوانين الحرب لم ولن يكون أمريكي المصدر, ولأن الكوباي الأمريكي لم يرث من أخلاق الهنود في إدارة الحرب إلا أرضهم ولم ينهل من شرف الساموراي رحمتهم أمام ضحاياهم, فإنه لن يتردد أبدا في القتل بكل الوسائل المتاحة أمامه وسيظل يسخر كل ما من شأنه أن يحفظ عرقه السامي, بهذه الذهنية الحربية وبخلفية المفاضلة هذه دكت اليابان بالطائرات والصواريخ وكل أنواع الأسلحة المتاحة, وعرف العالم لأول مرة في تاريخ البشرية ما تعنيه القنبلة النووية وماهي مخلفاتها وأثرها الحيني وتداعياتها على النوع البشري بعد أن أسقطت أمريكا قنبلتين نوويتين في كل من هيروشيما وناغازاكي, سميت القنبلة النووية الأولى ب”الولد الصغير” الذي قتل 70 ألف ياباني على الفور وعشرات الالاف في غضون أسابيع نتيجة التسمم الإشعاعي وسميت القنبلة النووية الثانية ” الرجل البدين” “Fat Man” الذي قتل ما يزيد عن 90 ألف ياباني على أقل تقدير ليصل مجموع القتلى الذين ماتوا في هذه الكارثة متأثرين من جراء الغازات السامة والإشعاعات النووية إلى 340ألف شخص, تدمير كلي تجاوز التوقعات حيث طال ثلثي مدينة هيروشيما أي ما يناهز 90 ألف مبنى دمر على الفور, وذابت كل المعادن وطبعت ضلال سكان المدينة على الجدران والمباني الصلبة من جراء التأثيرات الإشعاعية النووية التي اجتاحت كل دقائق المدينة, يصف أحد الناجين من وحشية أمريكا الأضرار التي لحقت بالناس قائلا: كان ظهور الناس…حسنًا،جلودهم سوداء بسبب الحروق… لم يكن لديهم شعر لأن شعرهم كان محترقًا ، وفي لمحة لا يمكنك معرفة ما إذا كنت تنظر إليهم من الأمام أو من الخلف. كانوا يمسكون أذرعهم [للأمام] هكذا… وجلدهم  ليس فقط على أيديهم، ولكن على وجوههم وأجسادهم أيضًا معلقًا… إذا كان هناك واحد أو اثنان فقط من هؤلاء الأشخاص ربما لم يكن لدي مثل هذا الانطباع القوي. لكن أينما مشيت التقيت بهؤلاء الناس…مات الكثير منهم على طول الطريق, لا يزال بإمكاني تخيلهم في ذهني  مثل أشباح تمشي.”

لم تتراجع أمريكا أمام حجم الدمار الذي ألحقته بمدينة هيروشيما وما كان انتظارها لثلاث أيام لإطلاق قنبلة الرجل البدين الذرية على ناكازاكي وخز ضمير أو مراجعة حسابات أو انتظار وترقب لاستسلام اليابان, بل كان فقط انتظار توفر الكمية اللازمة من البلوتونيوم 239 لتحميل القنبلة الذرية وإطلاقها على المدينة يبلغ عدد سكانها 270 ألف, حيث تم تدمير 40 بالمئة ومات ما يقارب ال 40 ألف على الفور و30 ألف متأثرين بما كانت تحمله القنبلة من دمار شامل لكل من دبت فيه الروح, يقول فوجي أوراتا ماتسوموتو  أحد الناجين من هذه الكارثة الإنسانية ”  كان حقل اليقطين أمام المنزل نظيفًا, لم يبق شيء منالمحصول السميك كله ، إلا أنه كان هناك رأس امرأة بدلاً من القرع, نظرت إلى الوجه لأرى إن كنت أعرفها, كانت امرأة في الأربعين من عمرها, لابد أنها كانت من جزء آخر من المدينة, لم أرها من قبل هنا, تلمع سن ذهبية في الفم المفتوح, تتدلى من المعبد الأيسر على خدها حفنة من الشعر المتدلي في فمها, تم سحب جفونها، مما يظهر ثقوبًا سوداء حيث احترقت عيناها, ربما كانت قد نظرت بشكل مربع في الفلاش وأصاب مقل عينيها بحروق.”

حيث ما تحل أمريكا تأتي معها المصائب, فعقليتها الاستعمارية والتوسعية ومحاولات استغلالها لمقدرات الشعوب والبلدان الأخرى, جعلت تاريخها الإجرامي راسخا تقريبا في كل دول العالم وعابرا للقارات, وجرائم الحرب التي ارتكبتها ضد الهنود الحمر وضد اليابانيين لا تختلف كثيرا عن ما ارتكبته في كل من أفغانستان والعراق وليبيا.

أفغانستان ضحية الهمجية الأمريكية

لن يتحول الهروب الأخير لأمريكا من مطار كابل إلى عملية إجلاء بطولية, فالتاريخ الإجرامي لقواتها العسكرية لايزال مرسوم على الجغرافيا الأفغانية ومحفور علىوجوه من تعرضوا للظلم والحيف والجور الأمريكي, حيث سقط الاف الأطفال والمدنيين العزل بنيران القوات الأمريكية, إذ يؤكد جوناثان ستيل في صحيفة الجارديان أن عدد القتلى إلى حدود سنة 2001 ناهز الثلاثة ملايين بينهم 900 ألف طفل دون سن الخامسة, حيث بات ما يعرف اليوم بمجزرة قندهار محفورا في ذاكرة كل أفغاني والتي راح ضحيتها تسعة أطفال أحرقوا بنيران الجنود الأمريكان, فمنذ حلولها في أفغانستان قامت القوات العسكرية الأمريكية بحوالي دب الخراب في أفغانستان ومحيت مدن وقرى نتيجة القصف الذي طال كل شبر من الأراضي الأفغانية وإذ قامت أمريكا في 2019 بحوالي6825 غارة على الأقل بطائرات بدون طيار في أفغانستان، وتم إسقاط 7423 قنبلة وغيرها من الذخائر على الأرض، بمعدل 20 قنبلة يوميا, فإنها لم تكن أهداف محددة بقدر ما كانت قصف عشوائي طال حتي المدارس والمستشفيات, ففي سنة 2015 طالت قنابلها مستشفى أفغاني يديره “أطباء بلا حدود” أسفر عن مقتل 40 مدنيا, جريمة من جرائم الحرب الأخرى ترفعها منظمة أطباء بلا حدود تضاف إلى الرصيد الإجرامي والشكاوى التي ترفع إلى محكمة الجنايات الدولية, بماهي جرائم ضد الإنسانية من تعذيب وتنكيل ومعاملة قاسية وإهانة كرامة… كل هذه الأحداث وغيرها التي ارتكبتها أمريكا في حق المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال ليست أحداثا منعزلة بقدر ماهي سياسة ممنهجة لضرب استقرار الدول, سياسة نكران واستعلاء عن بقية الثقافات الأخرى, سياسة توسعية وبلطجية لا يمكن لها أن تحقق إلا من خلال خلق الاضطرابات وخنق اقتصادات الدول وإثارة الأزمات, من أجل النهب وسرقة مقدرات الشعوب والاستحواذ عليها.

ألم تدخل العراق وتجتاح أرضه وتشنق رئيسة أمام أنظار العالم بتهمة واهية أجمع خبراء الطاقة الذرية على عدم وجاهتها.

حجج واهية ونتائج كارثية (جرائم حرب امريكية في العراق)

عمليات تفتيش ماراثونية ولجان وخبراء جابوا العراق من شمالها إلى جنوبها بقيادة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي, أكدوا بأن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل وأن ليس هناك أي نية في ذلك, وعلى الرغم من ذلك لم تلتزم أمريكا بالتقارير التي رفعتها الوكالة,  لتمضي في غزو العراق واحتلاله ذات 2003 حيث دكت بغداد وكل شبر من الأراضي العراقية برا وبحرا وجوا بكل أنواع الأسلحة إلى جانب عمليات إنزال لجنود المارينز الذين قاموا بكل أنواع الجرائم في حق النساء والأطفال والأبرياء والتنكيل بالجنود العراقيين و دفن الاف منهم أحياء داخل خنادقهم واغتصبوا النساء وقتلوا الطاعنين في السن والأطفال دون رحمة أو شفقة وقتلوا المتظاهرين ضد التدخل الأمريكي في بلدهم, ولعل مجزرة الفلوجة هي أكبر مثال على ذلك التي أطلق فيها الجنود الأمريكان النار على المتظاهرين العزل الذين لم يحملوا سوى شعارات وأعلام مناهضة لغزوهم بلدهم مما تسبب في قتل 20 مدنيا وخلف  أكثر من 70 جريحا. بالإضافة إلى جريمة الموصل التي راح ضحيتها ما يزيد عن 700 قتيل من المدنيين عندما أغارت طائراتها على المدينة مخلفتا كل أنواع الدمار الممنهج الذي طال البنى والمدنيين.

عمليات قتل منظمة وتفجيرات واغتيالات و انتشار ظواهر خطف المواطنين وتهجيرهم وقتل النخب العلمية من الأكاديميين والمهنيين والأطباء والمعلمين والمتعهدين والعلماء والصيادلة والقضاة والمحامين وغيرهم, سرقة ونهب الأثار وتدمير كل ماله علاقة بالإرث التاريخي والحضاري والثقافي لبلاد الرافدين. إلى جانب سرقة الذهب والأموال حيث قامت أمريكا بأكبر عملية نقل للعملة المحمولة جوا في تاريخ العالم وأكبر سرقة أموال في التاريخ إلى جانب السيطرة على حقول النفط والغاز وسلب العراق مقدرات شعبه التي لها علاقة بالإنتاج الغذائي وبالمعيشة والصحة وكل مقومات حفظ البقاء.

بتعلة وجود أسلحة دمار شامل, دمرت أمريكا العراق دمارا شاملا ماديا ومعنويا, حيث قتل الالاف من الأطفال والنساء والعزل إلى جانب الالاف من الجنود وشهدت العراق ما يزيد عن 4.7 مليون لاجئ  غادروا الأراضي العراقية إلى بلدان أخرى إلى جانب الفقر والجوع والفاقة التي لازالوا يعانونها إلى اليوم إلى جانب معاناة الكثر منهم الأزمات النفسية التي خلفتها دموية الأمريكان.

خلاصة القول ما من أرض حلت فيها أمريكا إلا ولحقها الدمار, وما من شعب مرت على أرضه أمريكا من بعيد أو من قريب إلا وذاق العذابات والويلات, وإن كان الشيطان من وحي الخيال وموجود في اللاهنا فإن أمريكا هي الشيطان الذي يمكن رؤيته هنا.

By Zouhour Mechergui

Journaliste