تونس-ثرية الريماني/ طالبة متربصة بالمركز
أعلنت حركة طالبان الأفغانية ‘المتطرفة’، العفو العام عن كل موظفي الدولة، إثر بسط نفوذها على أكبر المدن ومن أبرزها العاصمة كابول.
ودعت الحركة موظفي الدولة إلى العودة العمل و الحياة الطبيعية بثقة تامة وفق بيان نشر أمس الثلاثاء.
وكانت الحركة المتطرّفة قد أحكمت سيطرتها على التلفزيون الحكومي، داعية المواطنين إلى التزام الهدوء.
حركة طالبان وظروف النشأة
ظهرت حركة طالبان في ولاية قندهار ( جنوب غربي أفغانستان) الواقعة على الحدود مع باكستان عام 1994، وهي حركة إسلامية انشأها طلبة المدارس الدينية في تلك الفترة، وتأسست هذه الحركة المتشددة على يد الملا محمد عمر مجاهد و هو الذي قاد الحركة منذ منتصف التسعينات حتى وفاته عام 2013 ليتولى هبة الله اخوند زاده زعامة الحركة الأفغانية تحديدا في 26 مايو 2016.
وخلف هبة الله أخوند الزعيم السابق محمد منصور الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في 22 مايو 2016.
ويشار إلى ان الخلية الأولى للحركة قد إنطلقت باجتماع مصغّر ضمّ 53 طالبا من المدارس الدينية في منطقة تُدعى ‘سنج سار بقندهار’.
وبدأت هذه الخلية بنزع السلاح من المجاهدين و إزالة نقاط التفتيش بعد الاستيلاء على مدينة ارغستان، ليصل عددهم اليوم حوالي 75 ألف متطرّف.
وتسعى الحركة الأفغانية إلى فرض تعاليم الشريعة الإسلامية في أفغانستان و إزالة النفوذ الأجنبي في البلاد.
أما الآن و بعد الاستحواذ على قرابة 80 %من مساحة البلاد تستعدّ الجماعة لإقامة ‘حكومة إسلامية نقية”، وفق ما صرّح به اخوند زاده في 28 يوليو 2020 في بيان له، موضّحا أن طالبان أوفت بالتزاماتها الواردة في إتفاقية السلام التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة في 29 فبراير الماضي، داعيا الولايات المتحدة إلى إظهار “الجدية والاهتمام والحصافة” في عملية السلام الجارية في البلاد.
وكان موقع “هشت أي سوبه” قد كشف في 14 فبراير الفارط، أن، هبة الله أخوند زاده، ورئيس شؤون المخابرات بالجماعة الملا مطيع الله، ومدير الشؤون المالية للجماعة حافظ عبد المجيد،قد قُتلوا جميعاً في انفجار في مدينة كويتا الباكستانية ، وتعارض ذلك مع نفي زاده في بيان له ما روجته بعض المواقع التي تحدثت عن مقتله حيث أصدر مرسوماً طالب فيه أعضاء طالبان الامتناع عن “معاقبة” الأشخاص دون حكم قضائي، وتجنب التقاط مقاطع فيديو أو صور لهذه العقوبات التي يتم تطبيقها.
من هو ‘هبة الله أخوند زاده’ المثير للجدل؟
وفق سيرة ذاتية نُشرت على الموقع الرسمي لحركة طالبان، ولد زاده في 19 أكتوبر 1967 بمنطقة باجواي في ولاية قندهار بافغانستان، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للحركة و مساعد مقرب لمؤسس الجماعة الملا محمد عمر.
وقاتل أخوند زاده ضدّ القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في أفغانستان، كما عمل رئيسا لمحكمة عسكرية في كابول تحت حكم مؤسس طالبان و” زعيمها الروحي” الراحل الملا عمر.
وفي فبراير 2020، وقّعت حركة طالبان ما يُعرف باتفاق السلام مع الولايات المتحدة في وقد وصف أخوند زاده هذا الاتفاق بأنه بمثابة الإنتصار الكبير للجماعة.
ومنذ شهر مايو 2021 صعّدت طالبان عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية و سيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان لتفرض سيطرتها الكاملة على العاصمة كابول بعد نحو 20 سنة من دحر القوات الأمريكية لها.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أمر قوات بلاده المتمركزة في أفغانستان ببداية الإنسحاب، ما أثار حينها ردود أفعال دولية رافضة لتلك الخطوة التي إستنكرها الأفغانيون وعبّروا عن تمسكهم بمواصلة القوات الأمريكية التمركز بغاية مكافحة الإرهاب..
وبتاريخ 21 يوليو تمكّنت طالبان من السيطرة على نصف مقاطعات أفغانستان لتتعهد الولايات المتحدة بمواصلة دعم القوات الأفغانية في 25 يوليو، بعد ان سيطرت الحركة المتطرفة على أربع عواصم أقاليم أخرى في يوم واحد (قلعة نو و قندهار و لشكركاه و هرات) واستولت على مزار الشريف و مدينة جلال آباد و كابل في قبضة طالبان في في 14 أغسطس.
ويعبّر مراقبون عن تخوفاتهم من مواصلة سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، تلك الحركة التي فشلت أمريكا في القضاء عليها، فأي مستقبل لذلك البلد في ظلّ حكم ‘طالبان’؟