الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

د. كمال عمران

     كيف تنتظم المعرفة الإسلامية  بالخطاب المنبثق عنها وهي مازالت ساكنة قانعة نابذة للتطوير والحال أنّ البشرية تجوس خلال عالم مشبّك متغير شديد التّقلب (1)والمرجعية الغالبة فيه بيو لوجية وعطاؤها لا ينبض(2)؟ و السؤال المطروح :كيف يرقى الخطاب الإسلامي(3) إلى مستوى العصر(4)؟

   نحسب أن مسألة الثقافة من العناصر الجوهرية  لتحرير العقول واستنهاضها نحو العصرنة(5). والثقافة في هذا السياق تجمع المكونات من تعليم وتربية وأذواق وحساسيات إلى جانب النشاط الصادر عن الإنسان المتأثر بالبيئة المؤثر فيها. فليست الثقافة فنونا فحسب بقدر ما هي وعاء للسلوك لدى الإنسان(6)، وفي النظر إليها بعين فاحصة ناقدة يتسنّى إصلاح المنظومة الاجتماعية إصلاحا يلائم بين “القديم”(7) والطارئ(8)، ويجاري الطموح نحو تطوير الفكر والسلوك بما يجعل العلاقة بين الدين والحياة المعاصرة قائمة على الملائمة.

  ألم يأن للثقافة الإسلامية أن تتبين سبل النهوض بالفكر إلى دائرة الفاعلية(9)؟ ولعل الحل في المعالجة الثقافية ومنها ظاهرة تدبّر النّص القرآني والسنة الصحيحة. وهو الكفيل بتطوير الخطاب.

  1. التدبر:المقاربة اللغوية

أورد الرازي في التفسير الكبير  وهو مفاتيح الغيب  معنى للتدبر “تدبُّر الأمر: تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤل إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه”( فخر الدين الرازي مفاتيح الغيب سورة النساء الآية 82 ج 10 ص 151)

و قال القرطبي :” وَالتَّدْبِيرُ أَنْ يُدْبِرَ الْإِنْسَانُ أَمْرَهُ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى مَا تَصِيرُ إِلَيْهِ عَاقِبَتُهُ “و التَّدْبِيرُ وَالتَّدَبُّرُ عِبَارَةٌ عَنِ النَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ وَأَدْبَارِهَا، و يقول الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور “وَالتَّدَبُّرُ مُشْتَقٌّ مِنَ الدُّبُرِ، أَيِ الظَّهْرِ”(القرطبي :أحكام القرآن ج 5 ص  288)

 فالتدبر يمر بمرحلتين:

        –   التدبر هو كل أمر يُعرض على العقل له فيه عمل فتفكر فيه لتنظر في دليل صدقه،

       –  و «تتدبر» تعني أن تنظر إلى أدبار الأشياء وأعقابها

فالتفكر يأتي أولاً وبعد ذلك يأتي التدبر .

وتدبره يعني تأمله،  و حقيق ألا  نقف عند ظاهر الآيات وسطحيتها، بل  أن نغوص في أعماقها ونتأمل بواطنها، ونتلمس أسرارها، إذ في القرآن كنوز  تنطق عن أسرارها كلما ارتقت همة العلماء إليها

  • ملابسات التدبر:

   إزاء التدبر عناصر تحوج إلى حلول واقعية في التعامل منها:

  • العمل العلمي العظيم الذي اضطلع به العلماء قديما في مواد علوم القرآن وفي علم التفسير على وجه الخصوص  وهو الموروث الذي ننطلق كنه ونسعى إلى النظر فيه حتى تستقسم  عملية التدبر.
  • ما في القرآن من معارف وكنوز (10)علمية تحتاج إلى الجهد العظيم وإلى إعمال للعقل البصير عسى أن ندرك بعضا من هذه الكنوز.
  • بيد أن سكون العقل لدى المسلمين وتحنّط العزم عند الكثير منهم وتبلّد الاستنباط حالت دون انتاج المعرفة من القرآن بالشكل الملائم نهلا مما يتوفر للإنسانية في هذا العالم السخي بالمعلومات.
  • الوقوف عند قول الرسول:يأتى القرآن الكريم يوم القيامة بكرا كأن لم يمس. والحديث النبوي موضع  نقد و ترجح عبارات للإمام علي بن أبي طالب يمكن أن تشحذ للإقبال على التفسير بتدبر القرآن واعتباره مادة خاما لاستخراج العلوم في كل مجالات الحياة الإنسانية والعلمية الصحيحة على حدّ السواء فضلا عن التصدي لآفات التّأخر والتّكلس والتّحنّط والتقليد ولعل التّدبر أفضل دواء لمآسي  البلاد العربية الإسلامية اليوم إذ في المعرفة الجادة المنفتحة الملاذ إلى درء المفاسد المحدقة بالثقافة الإسلامية أولا والعلاج من الإرهاب الكامن في الجهالة بحقيقة الدين ثانيا. كان علي يقول” يحشر القرآن يوم القيامة بكرا” و المعنى أن الوابل من التفاسير عاجز عن أن يستوعب ما في القرآن من مكنون  وأنّ العقل البشري مطالب بالنشاط الفكري على الدوام.
  • فتدّبر القرآن واجب شرعي نطق به القرآن وواجب حضاري يوافق الآيات المكية والمدنية في آن فهي التي تقصد إلى بناء الحضارة على معاني الانفتاح. ومن العلامات الملازمة أنّ أصحاب الطبقات قديما كانوا يطلقون على ما يسميه عامة الناس اليوم “بالكفرة”، “أمة الدعوة” و في العبارة الحرص على نشر القيم السامية، ولم تطلق العبارات المعادية حمّالة الكراهية إلا في عصور التقليد ابتداء من القرن السابع الهجري (11).

 و المشروع الحضاري مستنبط امتدادا من السنة النبوية وقد حرصت على بناء التقدم في مكة وفي المدينة على السواء.كانت مكة المهد للدعوة ومنهجية النبي فيها، والبيئة قريبة من البداوة، تأسيس الشخصية المسلمة وتعمير الذات بالإيمان العميق، ألم تأت  السور المكية بالمعاني الجليلة شأن سورة “المؤمنون” وفيها علم الهندسة الوراثية وجاءت سورة الكهف بعلم العدد  وهو فاتحة الرياضيات وجعل الله في سورة فاطر خشية العلماء من منطق علم التوحيد وهؤلاء هم علماء الدنيا. أليس  ما ورد في السورة من المعاني ما يدفع المسلم إلى التعلم من الآيات الحكيمة و كان الناس على قلتهم في بداية الدعوة بمكة تغلب عليهم الأمية  ألا يفجأ ما في الآيات من علم الجيولوجيا وعلم الهندسة الوراثية و علم البحار  وعلم الفلك و علم الاجتماع ومجموع هذه الاختصاصات يدلّ على علماء الدنيا  وهم جدراء بخشية  الله وفي هذه الآيات إنباء بقيمة العلوم العقلية وبفضلها في حياة  الناس و إلحاح يستنفر في المسلمين آداب الطلب وفيها دعوة إلى تعلم العلوم مهما كان مصدرها  و” الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا “( و اللفظ للترمذي) كما جاء في الآيات الكريمات من سورة فاطر/ الآية 10 إلى 28 :

“مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ *… أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ *”

فتدّبر القرآن انتاج للمعرفة وللعلوم ضروري وهو  غرض لا ينتهي عطاؤه لأنّ القرآن لا تنقضي عجائبه ولأنّ الثقافة الفاعلة تورث وينضاف إليها المزيد باجتهادات البشر لا بتقاعسهم وخمولهم.

  • والدليل على ما نقول أنّ الآيتين اللتين ذكرت فيهما معاني تدبر القرآن وردتا في سورتين تحملان الدلالات العميقة الرمزية وهما :

 سورة النساء الآية 82 في قوله تعالى أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .

  • و سورة محمد “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)”

وإنّ رمزية سورة النساء في الاقتران بين “التدبر” و”النساء” وهنّ الرمز إلى الإيجاد والتناسل والولادة بما يعني الصلة بين التوليد العقلي من القرآن والتوليد من الولادة خاصة من خواص الأنثى.

 و تجري رمزية الاقتران بين سورة محمد و الدعوة إلى التدبر  على اتباع السنة ومنها ينهل المتدبرون ظاهرة الاستنان القائم على ما في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من استحثاث على تدبر القرآن ويكفي أن نلمع إلى الحديث النبوي الشريف :

“صح عند مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي أنه قال سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرةوفي مسلم أيضاً من حديث النواس بن سمعان الكِلابي: سمعت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما”

وخلاصة القول في هذا المدخل اقتباس من ابن الجهم وفي سياق مختلف عن السياق الذي وردت فيه القولة اختلافا كاملا كان يقول “إنما الأمر أنف” وهو يريد أنّ كل شيء يستأنف من كلام البشر ومن اجتهاداتهم ومنها التدبر فالواجب على الخلف أن يواصلوا البحث وأن يستكملوا الجهد وأن يبدعوا إبداعا وأن ينعتقوا من إسار التخلف المادي والذهني(12).

  • ما يعوز التدبر

     و نريد من التدبر ما هو قادر على تجديد الخطاب الديني وعلى تنوير العقول في واقع المسلمين.

    يجدر أن نبدأ الكلام في هذا الإطار بسؤال: ألم يأن للمسلمين عامة وللمثقفين خاصة أن يدرِؤوا  ما تأخر عبر الزمن في الحياة العملية من المستوى الحضاري وأن يشمّروا على سواعد الفكر حتى ينتجوا المعرفة الملائمة للعصر انطلاقا من الأصول المعرفية المتوارثة وهي تحتاج إلى التحديث وإلى استبصار السبل المتجددة في العلوم والمناهج عسى أن ينطلق العقل الإسلامي في التأسيس لمناهج جديدة ولأفكار تناسب روح العصر وتعيش عبق التقدم وتساهم فيه بالفعل لا بالتغني أو بالمحاكاة(13)؟

والمطروح في هذا السياق متصل بالثقافة الإسلامية ومناطها ممارسة السلوك المادي والذهني أخذا من تدبّر القرآن و المراد ممارسة القيم القرآنية بعد عرضها على الدراسة العميقة الدقيقة وبعد ممارستها فعلا في واقع المسلمين وهي غاية من غايات التقوى.

ونلحظ في بدايات التفكير في تدبر القرآن أن الفريق الملائم للغاية يجدر أن يسلك طريقا غير مألوفة في نمط الثقافة السائدة لدى المسلمين وملخصها اجتماع كفاءات من اختصاصات مختلفة من أجل غاية واحدة هي التدبر. وفي هذه الظاهرة التئام مجموعة من أهل الاختصاصات المختلفة من أهل التفسير وأهل الحديث والسنة وأهل اللغة وأهل الحضارة وأهل الاجتماع وعلم النفس والتنمية البشرية والحقوق والقانون واهل الاقتصاد والمالية وأهل الثقافة بسائر اتجاهاتهم وما إلى غيرها من الاختصاص في المعارف والعلوم والمناهج والهدف المعقود التفكير في عمل جماعي يتصل بالتدبر .وهي من أهم الظواهر التي نرى أن التفسير بحاجة إليها وأن التدبر يتشوف لانعقادها إذ بالاختلاف تجري المعرفة على منهج قويم ويتسنى إبرام القواعد المعاصرة لتحدي ما تراكم على الثقافة الإسلامية من أدران تعوق كل نظرة للتطوير. ولعل هذا ما يفيد القارئ بالمعرفة المتكاملة وبالعلوم المتماسكة وبالمناهج المتعددة.

ومما يتبع العمل الجماعي القائم في البدء على منطلقات ذاتية ضرورية التنكيب عن ثقافة التقليد. والتقليد كما يعرّفه الشوكاني(ت 1834م)” هو الأخذ عن الرجال دون حجة أو دليل من القرآن والسنة”(14)

وينضاف إلى درء مفاسد التقليد نزوع الى الغوص في العلم من المصادر الناشئة والتماسللمعرفة بشتى السبل المؤدية إليها. فالقاعدة العلمية حادت عن طريق الصواب وغابت عن  معهود وللشيخ سالم بوحاجب ت 1924 محاضرة أثيرة افتتح بها دروس المدرسة الخلدونية(15) وقوامها على أن العلوم الشرعية لن تتطور ما لم نكتسب العلوم الدنيوية وما لم نبدع فيها فجعل علوم الدنيا مدادا لعلوم الشرع وكان  أبو سليمان المنطقي السجستاني بن بهرام ت 380 هـ(وهو فيلسوف منطقي من أواسط القرن الرابع الهجري)يقول في الامتاع والمؤانسة ج 2 الليلة 17 وهو يلخّص الكلام على المسألة:

كان خالد بن يزيد أول من أمر بنقل المصنفات الإغريقية والسريانية إلى اللغة العربية من أوائل الحريصين على نقل العلوم إلى العربية وقد كانت مختارات من ميادين عدة مختلفة نذكر منها : الطب والفلك والكيمياء، كما أن الخليفة الأموي ‘عمر بن عبد العزيز′ هو أول خلفاء ‘بني أمية’ الذي ركز اهتماما على الترجمة وقد يتوهم المستعجل أن عمر بن عبد العزيز كان خليفة عادلا ورعا وكأنه انسلخ من الواقع الموضوعي بيد أنّ ترجمته تحيل إلى شواغل معرفية تؤكد أن العلوم عنصر من عناصر العبادة لدى المسلمين ولدى الخاصة منهم على وجه الخصوص

والدليل على ذلك تكليفه للطبيب اليهودي البصري “ماسرجويه” بنقل كنّاش للطب

لـ”أهرن” القس من السريانية إلى العربية .

    وأجمع القدماء على أنّ حُذاق الترجمة في الإسلام أربعة وهم: ‘حنين بن إسحاق وثابتبن قره الحرافي وعمر ابن الفرخان الطبريويعقوب ابن إسحاق الكندي، إلا أن حنين ابن اسحاق يبقى أشهرهم وأمهرهم على الإطلاق وهو رائد حركة الترجمة في العصر العباسي خلال القرن الثالث، ولعلنا سنؤكد  الدوافع التي أتاحت لهذا المترجم الكفء أن يتبوأ المرتبة الرفيعة ويصل الدرجة العالية، فقد كان “حنين بن إسحاق” مُتقنا لأربع لغات في آن وهي اليونانية  لغة الفلسفة والعلوم والفارسية لغة الحنكة السياسية والسريانية لغة الطب والبيطرة والصيدلة  والعربية لغة البيان  و يعرف الرجل بالتزامه الأمانة العلمية والدقة فيما يترجم رغم أنه كان يعتمد في ترجمته على المعنى وليس على المصطلحات وهذا ما جعل إنتاجه غزيرا منتظما،  وينضاف  إلى ما سبق عامل آخر مهم وهو التمكن من العلوم والمعارف المراد ترجمتها، مما كان يجنبه الوقوع في الأخطاء وهناك عامل الفصاحة والطلاقة في تعابيره في اللغة العربية أيضا، كما تميز باستخدامه لأسلوب علمي دقيق في عمله ، و تركز هذا الأسلوب في الاعتماد على النسخة الأصلية للمواد  التي كان ينقلها، فهو يقرأ الكتب بلغتها الأصل دونما لغة وسيطة فيتوفر في الترجمة  الكثير من الدلالات مع جمالية النص، “فإذا  تعذّر عليه ذلك لسبب من الأسباب فإنه كان يشترط توفر نسختين أو أكثر من الكتاب ليتاح له  المقارنة  ودرء الخلل المتسرب المحتمل  من المخطوط الواحد. وهي الطريقة العلمية المعاصرة في التحقيق. كما نذكر ما شاء الله ابن أثرى اليهودي كان حيا 198 هـ  هو فلكي ، ومنجم يهودي، ولد في البصرة بالعراق، كان كلف  بترجمة العلوم وقد انتهى به الأمر إلى أن أعلن إسلامه، فأضحى من المراجع في صناعة الترجمة. 

كما نذكرآل بختيشوع وهم :جبريل بختيشوع : كان طبيب الأمين والرشيد   توفي عام 206 هـ. وله مؤلفات في الطب والمنطق.وبختيشوع بن جبريل: توفي عام 248 هـ كان طبيب المتوكل. ويوحنا بن بختيشوع: توفي عام 281 هـ خدم الموفق ثم عين أسقفا على الموصل عام 271هـ.

وكانت طائفة المترجمين تنتمي إلى ديانات منها المسيحية واليهودية والصابئة ولم يعبإ المسلمون بالانتماء العقدي بقدر ما كان العلم راية لهم ابتغوا بها طاعة الله خدمة للعلوم الشرعية بالعقليات.

والملاحظ أن المسلمين وهم ينقلون العلوم من الإغريقية أو من السريانية كانوا مهرة فاعلين فقد كانت العلوم عند الإغريق قائمة على أسّ نظري تجريدي وأضحت لدى المسلمين ذات قاعدة تطبيقية جرّاء الثقافة القرآنية وعمادها سورة “العصر” والآية “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات” فلا إيمان إلا بالعمل وبالممارسة ومن أبرز ما أثر عن المسلمين في الترجمة أن العلوم الطبيعية كان يلتمس إليها السبيل بالرياضيات فعلوم الطبيعة مضمون والرياضيات آلة و منهج .

  • ما نحتاج إليه من التدبر

المسلمون بحاجة إلى تجديد في الثقافة على أصول علمية تنهل من معين ما طرأ على الدراسات من معارف وعلوم مع تراكم أفاد الاختصاص ومكّن من تطوير المفاهيم والممارسات. والأرجح النظر إلى الثقافة من زاويتين أولاهما:

  • الانعتاق من ثقافة التقليد: ومن آفته اتهام المعرفة بالقصور عن وظيفة التنوير وتوهم الابتداع في جل نشاط الإنسان وغلق الرؤية الفلسفية عن التعلّم والتفكير وهي كلها من نتائج التقليد وكأنها جرت مجرى العادي في الفكر الإسلامي والدعوة إلى الرجوع إليها كالكبيرة الثقافية .
  • اتباع ثقافة التجديد والإبداع: وهل من سبيل إلى نبذ مصادر الإبداع للثقافة الإسلامية. وقد يكون الانكماش الثقافي والركون إلى البنية التقليدية والثقافة التقليدية توهما بأن المرء يسلم عندما ينغلق من الأسباب التي جعلت الفكر الإسلامي تقليديا. ألم يقل المقري صاحب نفح الطيب إن ولاة الأندلس من الطوائف كانوا يقتلون الفلاسفة استرضاء للعوام؟

هل من وعي أنّ الثقافة تكتسي صيغتين الأولى محكومة في الإنسان جبلة وهي من مقتضياتها الهندسة الوراثية (la génétique) حكمة من الله ونسبتها 15% والثانية من أصول الثقافة التي تواجه الوالدين والنسل في بطن الأم أو في المهد قبل دخول الأطفال دور التعليم  ويعبر عنها بالهندسة الوراثية الهامشية (l’épigénétique)وهي من أصول الثقافة المبكرة ومن جوهر التربية مما يعدّل مسار الثقافة ويجعل أهلها قائمين على التفاؤل وعلى الإيمان بأن القادم أفضل ونسبتها 85%  والمسؤولية تتضح بالفرق بين النسبتين(16).

ما نحتاج إليه من تدبر القرآن فعل معرفي علمي قادر على توسيع دائرة الثقافة نابذ لما يعطل عن الإفادة من التطور الهائل على مستوى العلوم والمعارف والمناهج. وعلى هذا النحو يصبح التدبر وسيلة وغاية. هو وسيلة للانتقال من طور الفرجة على ما يشهده العالم لدى البلدان المتقدمة من تقدم هائل على كل الأصعدة والمادي والعلمي على وجه الخصوص وتقتضي الوسيلة دخول العقل الإسلامي في حيرة منهجية تذهب بالأخطاء المتوارثة وتشدّ في مقتضيات التطور والنمو. وهو غاية لأنّه دعوة من الوحي الكريم لالتزام النظر المتأني في القرآن القائم على التدبر وفي هذا من معاني العبادة ما يتيح التقدم للمسلمين. 

فالثقافة القرآنية تحتم العمل بالآيات ومن أهمها على صعيد العلم والمعرفة مسالة التدبر.

المناهج الحداثية

الحاجة إلى المناهج ثابتة تستلزم الاستمداد من أي معين ومن أية جهة تقدم مآثر منهجية قد تكون صالحة لمفهوم التدبر. وقد آثرنا أن نتخيّر عددا من المناهج للكلام عليها:

المناهج

  • علم اجتماع المعرفة هو دراسة العلاقة بين الفكر الإنساني والسياق الاجتماعي الذي ينشأ داخله، والآثار السائدة الراجعة إلى الأفكار في المجتمعات، وهو ليس مجالا خاصا ضمن علمالاجتماع ولكنه يتناول المسائل الأساسية حول مدى التأثيراتالاجتماعية في حياة الفرد والأس الاجتماعي والثقافي للمعارف حول العالم وحدودها .

ومؤدى هذه المنهجية  يلخص في هذا الشكل

العلاقة العضوية :
                         * التفكير  +  التعبير
                         *  البيئة

ينطق الشكل عن مادة المنهجية الراجعة إلى هذا العلم بين مستويين الأول في الأعلى وفيه التفكير والتعبير:

فالتفكير وهو مناط اللغة في علاقة جدلية مع التعبير والمسألة قديمة معتقة في بداية البحث: هل اللغة أسبق أم التفكير، والحاصل في نظرنا التفاعل بين الظاهرتين.

والثاني في الأسفل وفيه البيئة وهي  حاصلة الوضع الاجتماعي بما فيه  من مخاض.

وما يربط بين الأعلى والأسفل العلاقة العضوية الرابطة بين المستويين وفيها المقصد من الدراسة العلمية الممكنة في عملية تدير القرآن.

ب – وعلم النفس الاجتماعي

و هو فرع من فروع علمالنفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، استجابة لمثيرات اجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة.والقرآن حافل بهذه المعاني ويجدر النظر فيها بعين المناهج المعاصرة وقد بلغت درجات من التميز لافتة(16)

  ج -البنيوية:

– اشتق لفظ البنيوية من البنية. وهي منهج فكري وأداة للتحليل، تقوم على فكرة الكلية أو المجموع المنتظم. اعتنت بجميع نواحي المعرفة الإنسانية، وإن كانت قد اشتهرت في مجال علم اللسانيات والنقد الأدبي، ويمكن تصنيفها ضمن مناهج النقد المادي.وقوامها على تفجير النصوص توقا إلى إنتاج المعرفة .ومن أدواتها أنّ الشكل معنى وأنّ المعنى شكل،ويمكن أن نلمع إلى الدور الذي يتسنّى أن تقوم به البنيوية في تدبر القرآن من خلال مثل يتصل بسورتي الماعون والكوثر.هما سورتان مرتبتان في المصحف على التتالي .فسورة الماعون يحمل بنية تتضمن أربعة عناصر وكذلك الكوثر.في الماعون ابتداء بالبخل أولا ثم الصلاة الجوفاء ثانيا ثم السهو عنها ثالثا ثم منع الزكاة كما في تفسير جل الأساطين رابعا و في “الكوثر “ابتداء بالكثرة نقيض البخل أولا ثم الأمر بالصلاة نقيضا لتركها ثانيا ثم لربك إخلاصا نقيضا للسهو ثالثا ثم النحر نقضا لمنع الماعون رابعا وقد يبحر المتدبر في القرآن  عبر البنيتين في موازنة لطيفة بين آثام الكفر ومبرات اتباع النبوة (17).

        د -الشكلانية

  ” قد كان للمدرسة الشكلية الروسية أثر كبير في العديد من المفكرين و هي حركة متشعبة لا يجمع مناصريها فكرة موحدة ولا أهداف واضحة لجهودهم وأعمالهم  اللسانيات” وقوام المدرسة ذو صلة بالبنيوية  مع اختلاف الاتجاه الروسي مع دائرة براق في الجزئيات.ولا شكّ في أنّ الشكلانية ذات أثر واضح في دراسة النصوص من الخارج المحيط بالنّص إلى أعماق المعاني وفي هذا علاقة ممكنة مع التدبر(18).

      هـ -اللسانيات Linguistics علم يدرس اللسان البشري، بدءا بالأصوات وتتحقق في العلاقة بين الدال والمدلول وتتأكد في علم الدلالة وصولا إلى التدلال وعلم العلامات…وهي دراسةً تهدف إلى الكشف عن خواص اللغة، والآلية التي تعمل بها، انطلاقاً من” أن كلَّ لغة ليست إلا منظومة كُليَّةً لها سماتها وخصائصها وعناصرها وبنيتها ومستوياتها التراتبية”. “وعندما تتخذ اللسانيات من اللسان موضوعاً لها فإنها تدرسه دراسةً موضوعية، وصفيةً وتاريخيةً ومقارنةً، للكشف عن القوانين العامة التي تفسر الظواهر اللغوية الخاصة بكل لغة، وعن القوى المؤثرة في حياة اللغات في كل مكان، ويدرس أيضاً العلاقات القائمة بين اللغات المختلفة، أو بين مجموعة من هذه اللغات، ويبحث في وظائفها وأساليبها وعلاقاتها بالنُظُم الاجتماعية المختلفة”. فإذا كانت الدراسة اللغوية تقليدية وإن هي لا تخلو من مزايا محمودة فإنّ اللسانيات دراسة حداثية انطلقت مع فردينان دو سوسيرFerdinand de Saussure وإن تفطن المسلمون إلى جوانب منها وجعلت تطور البحوث اللغوية لما فيه النفع اللساني والاجتماعي والفلسفي. و لا شك في حاجة التدبر لهذا العلم الجليل(19).

       و -علم الأنثروبولوجيا 


“يجمع الباحثون في علم ” الأنثروبولوجيا” على أنه علم حديث العهد، إذا ما قيس ببعض العلوم الأخرى؛ كالفلسفة، والطب، والفلك، وغيرها، و إن البحث في شؤون الإنسان والمجتمعات الإنسانية قديم قِدَم الإنسان منذ وعى ذاته، وبدأ يسعى للتفاعل الإيجابي مع بيئته الطبيعية والاجتماعية.

   تعرف الأنثروبولوجيا بصورة مختصرة بأنها “علم دراسة الإنسان طبيعيًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا”

“والأنثروبولوجيا بوصفها دراسة للإنسان في أبعاده المختلفة، البيوفيزيائية والاجتماعية والثقافية، علم شامل يجمع بين ميادين متباينة مختلفة بعضها عن بعض؛ مثل: علم التشريح، وتاريخ تطور الجنس البشري، والجماعات العرقية، وعلوم دراسة النظم الاجتماعية من سياسية واقتصادية … ودينية وقانونية، وما إليها.”

“وتترجم الأنثروبولوجيابعلم الإناسة؛ وهي علم الناس؛  العلم الذي يدرس الإنسان مخلوقا، ينتمي إلى العالم الحيواني من جهة، ومن جهة أخرى هو الوحيد من الأنواع الحيوانية كلها، الذي يصنع الثقافة ويبدعها، والمخلوق الذي يتميز عنها جميعًا”.

ولعل ابرز ما في هذا العلم ما أعطى للثقافة من دلالات ذات بال”الثقافة هي كل النشاط المادي والذهني الذي يرثه الفرد عن المجموعة ويضيف إليه” ولنا أن نستجمع الفكر حول الإضافة بعد التوارث وهي العملية التي تناسب التدبر وتفتح مجالات عظيمة أمامه وأمام المتدبرين و تبوئ النظر العقلي منزلة الواجب لكل المسلمين ومكانة علو الهمة للعلماء منهم (20).

ز- علم البيولوجيا  وهو ذو منهج مستحدث قوي شأنه بظهور نظرية الاستنساخ.وقد جعل المنهج التوازي بين السنن البيولوجي والسنن الثقافي رأسا له كما أرسى قاعدة تمس الخلية البيولوجية والخلية الثقافية على التناظر المؤدي إلى فتح الآفاق العلمية على مواطن من الثقافة لم ينتبه غليها العقل البشري من قبل. ويمكن أن نحيل إلى ما طرا مع الاستنساخ من قضايا ثقافية يمكن أن تهدد الثقافات في المجتمعات المغلوبة. فالتخليق ينجم في هذه النظرية من المحيط لا من النواة. والموروث هو نواة الخلية الثقافية. والقضية المبسوطة تتمثل في افتراض التخلي عن الموروث في الثقافات الهشة مما يفقد الهوية عنصرها الأصلي وهذه بعض السياسة الثقافية في المراكز الاستراتيجية في الغرب إزاء الأمم المستضعفة. فلم تبق البيولوجيا منهجا محايدا بل أضحت إجراء عدوانيا مغلفا بإهاب العلم. والنفع الناجم عن المنهج البيولوجي خطير في التدبر لأنه يقوم في الثقافة الإسلامية على العدل والعدالة والإنصاف. فبالمنهج البيولوجي يسنح التدبر لإيلاء القيم الأخلاقية مكانتها في التعامل مع البشر داخل أخلاق القرآن وما يبيحه للمسلمين من ممارسات لصالح البشر كل البشر(21).

ح – علم الرقميات وفيها مناهج على درجة كبرى من الأهمية تفتح مجالات عظمى لتدبر القرآن وفتح مسالك للدعوة على أسس علمية تناسب العصر .إن السيبرنيتيك cybernétique منهج في الإبحار عبر الإنترنت قادر على إيصال المعلومة في أقصر الأوقات ولدى كثير من البشر(22).    

الخاتمة

  1. ما من شك في أن كل مقاربة تخلو من الجوانب العملية محكومة بالقصور إن لم نقل بالفشل. فلا وظيفة للتدبر دون مراعاة الممارسة لدى المسلمين وهي بحاجة إلى مراجعات متينة عسى أن تدرأ عن الثقافة الإسلامية الأدران المتأججة في المخيال وفي الممارسة. فتحويل النظريات والأفكار حول التدبر وحول المناهج المقترحة لإثراء المعرفة الإسلامية برحيق الفكر الإنساني.

       و الثابت أنه ينبغي مراجعة النظريات وتحويلها إلى حيّز الواقع العملي لندرك الغاية من الجهد الذي نبتغي إليه النجاح عبر تدّبر القرآن.

  •      المناهج اعمال مخبرية جادت بها عقول علماء في الغرب رؤى ومقاربات انبثقت عن مخابر جادة رامت التدقيق والتجرد على قدر الإمكان من الإيديولوجيا توفيرا لقواعد قادرة على إثراء العلوم والمعرفة لكل من تعلو همتهم لذلك .و لا يتوهم الباحث في العلوم وفي ظاهرة التّدبّر  بصفة خاصة سوءا  في أغوار المناهج وفي خبايا أصحابها ، فالتعلم من المناهج يستوجب الحياد في الأخذ والتصرف في الغايات. وينبغي التعامل معها بكونها زادا قادرا على أن يهيئ الأساس لنحت الهوية مطية لتوازن الشخصية الإسلامية وقوامه على النهل من الأصل(الحديث خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وحسن التعامل مع العصر.

3-  فعسى أن يستعيد العقل الإسلامي نضارة له بفضل تدبر القرآن فيرتقي من جديد إلى مراتب عليا من الإنتاج المعرفي والعلمي، وهل من مزية أخرى على المسلمين والقرآن يستدعيهم غلى الريادة بالعلم والمناهج لا بالفتك والكراهية ومعاداة البشر.

الهوامش

  1.  

René Guénon

La crise du monde moderne

Paru en mai 1994 Essai (poche(

2-مار ك ي هيرينغ:قصة تكنولوجيا الهندسة الوراثية مركز البابطين للترجمة 2011

  • حمادي صمود و آخرون: مقالات في تحليل الخطاب ـ كلية الآداب منوبة 20083-

4 -فيصل غرايبة،”الثقافة العربية وتحديات العصر” الأردن 2005

6-كمال عمران مداخل إلى الثقافة تونس 2008

7-مناظرة بين المفكر التونسي عبد الوهاب بوحديبة والفرنسي جاك بارك في كتاب Abdelwaheb Bouhdiba :culture et societé Université de Tunis, 1978

8-نفسه

9-مالك بنبي : الظاهرة القرآنية ط4 1989

10-الزركشي البرهان في علوم القرآن والسيوطي الاتقان في علوم القرآن

11-مالك بنبي حديث في البناء الجديد 1960

11-الشوكاني رسالة: القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

12-ابن خلدون:المقدمة دار الكتاب اللبناني(د.ت) الفصل 43 الباب 6 في أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة ص 777

13-انظر مؤلفات محمد عابد الجابري وعلى وجه الخصوص :تكوين العقل العربي مركز دراسات الوحدة العربية 2001

14-الشوكاني :المصدر السابق

15-

Sayadi, Mongi, 1974, La Khaldounia, 1896

1958, Tunis, MTE : 269 p.

  • Forné Thierry :Modificactions épigénétiques et
  • pathologie humaine, Montpellier 2004                               

17- أجرينا بحثا يوازي بين سورتي الماعون  و الكوثر وفيه التناظر بين سلمين من القيم في الماعون البخل وترك الصلاة و السهو عنها و الإعراض عن الماعون بمعنى الزكاة وفي الكوثر ما يقابلها من كثرة وصلاة وتوجيهها  للرب عز وجل و النحر بمعنى العطاء.

18 – مثال تفسير المنار محمد عبده و رشيد رضا

19-محمد حسين عبد الله مهداوي نظرة في الأسلوب و الأسلوبية: محاولة في التنظير لمنهج أسلوبي عربي

  1.   20 -اللسانيات وتطوير تعليم اللغة العربية” قسم اللغة العربية- كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر، الدوحة 29- 30 جمادى الآخرة 1435 هـ 29-30 /4 /2014م

21-كمال عمران المرجع السابق المدخل الأنتروبولوجي

22-عمر بن محمد السبيل :البصمة الوراثية

23-ناهدة البقصمي الهندسة الوراثية والأخلاق عالم المعرفة الكويت 1993

24-عبد الهادي بخش :مدخل إلى الانترنت

By Zouhour Mechergui

Journaliste