الجمعة. ديسمبر 27th, 2024

بنزل قرطاج طلسو-قمرت-تونس 
30/09/2014 

 تأتي الندوة الدولية في ظرف حساس حيث تستعد تونس لمرحلة تاريخية يمكن إن تنقد البلاد من مؤامرة الإرهاب. وقد أرتبط الإرهاب بالإحداث السياسية الكبرى سواء في تونس أو 

 في المنطقة الإقليمية، فتأمين الانتخابات يعتبر رهانا و تحد كبير تخوضه البلاد في هذه الفترة التاريخية الهامة. 

     ان تتالي الضربات الإرهابية و تفاقم الاضطرابات السياسية و بروز المجموعات الجهادية الإرهابية و خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية و الرئاسية  يثير قلقا كبير عند كل التونسيين، فان احتمال ضربة إرهابية هو احتمال جدّي و هذا ما تؤكده وزارة الداخلية و رئاسة الحكومة و الهيئة المستقلة للانتخابات و السفارات الأجنبية، وكذلك  في قراءة للمركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية و العسكرية فان تعطيل المسار الانتخابي بضربات إرهابية وارد جدا.  

فمن المتوقع أن تعمل المجموعات المتطرفة و التي لها مصلحة كبرى في تعطيل الانتخابات على شنّ عمليات إرهابية نوعية  و ستتحين الفرصة لتعطيل المواطنين و ترهيبهم، مستغله في ذلك صورة الحكومة المؤقتة و الاضطرابات السياسية و ما انتشر من جشع و انتهازية سياسية باعتبارها أرضية توفر لهذه المجموعات الفرص السانحة لإتمام عملياتها الإرهابية، ذلك إن الاستقرار السياسي  يضيق عليها الخناق لتنفيذ مشاريعها و إيديولوجيتها الهدّامة.  

ضمن هذا الإطار يقترح المركز الدولي هذا الموضوع الحساس و نحن نقترب من الحملة الانتخابية التي ستقلب المعادلة و تضع حدا للتدخل الإرهابي و مكافحته. إن مشاركة كل الأطراف السياسية و الأمنيين و المجتمع المدني هو أمر هام جدا سيحدد مستقبل البلاد و كذلك يمكن إن يكون درسا للمنطقة ككل. 

 لذا نعتبر تأمين الانتخابات أصبح أمرا ضروريا ويمثل الهمّ الأكبر للمجتمع و للحكومة و للطبقة السياسية و أن دراسة الوضع الراهن و خاصة  الوضع الأمني وإعادة التفكير فيه أصبح أولوية  قصوى وحتمية و ذلك للكشف عن الشبكات الإرهابية المخفية  و العلاقات ذات الصلة التي تتحرك على الصعيد الوطني و الإقليمي و حتّى الدولي. 

أمام هذه التهديدات و المخاطر الإرهابية نقترح هذه الإشكالية في يوم دراسي بين النخب السياسية و الأمنية و المجتمع المدني لطرح موضوع رهان تحدّي الإرهاب في الفترة الانتخابية” ، و لذا فان تأمين الانتخابات أصبح من الأولويات لدى كل الفئات. فالاضطرابات قد تكررت و اتسعت رقعتها الجغرافية و إن تصريح رئيس الحكومة و وزير الداخلية و إعلانهم عن خطر جدّي في شهر سبتمبر كان سببا لتنظيم هذه التظاهرة (الندوة الدولية) ولفتح مجال  التفكير و التعمق في هذا الموضوع لاتخاذ الإجراءات العملية و الميدانية لإنجاح الانتخابات بدون انتكاسات إرهابية. 

هذه الندوة هي بالأساس إجابة عن العديد من الأسئلة ومنها:  

  • كيف يمكن للإرهاب إن يهدد العملية الانتخابية؟ 
  • كيف هي التحضيرات الأمنية الراهنة لكل من يهمه الموضوع الانتخابي؟  
  • ما هي السياسات التي يجب أن تتخذها الطبقة السياسية للتصدّي للتهديدات الإرهابية و لوضع حد لها؟  

نطمح من خلال هذه الندوة بالخروج بتوصيات و حلول لهذه المشاكل. فغياب التنسيق بين الطبقات السياسية وخاصة فى السياسات الأمنية تعتبر حاجزا كبيرا لتأمينها من الإرهاب و  لتحديد السياسات الأمنية الشاملة مع الأخذ بعين الاعتبار للمعايير و خصوصية الفترة الانتحابية. فتأمين الفترة الانتحابية لا يقف على التنسيق الأمني فحسب بل يشمل أبعادا كثيرة. 

كما نحاول من خلال هذه الندوة  فهم ما يمكن إن يحدث في الفترة الانتخابية، و كذلك عمل وتفرعات  ظاهرة الإرهاب وطرح الإشكاليات التي يمكن أن يلتزم بها المشاركون في هذه الندوة. كما سيتم إدراج فعاليات  الندوة ضمن كتاب ابيض تبسط فيها تحاليل و نقاشات و رؤية الخبراء و  الأمنيين و خاصة الميدانيين منهم  و ذلك قصد إعطاء الفاعلين السياسيين رؤية إستراتجية للتصدي لهذه التهديدات لأنها أصبحت واقعا شديد الخطورة على أمن البلدان المهددة بالظاهرة الإرهابية.  

لكن ما يجب وضعه بعين الاعتبار هو أن الحرب ضدّ هذه الظاهرة ليست شأنا حكوميا فقط إنما تحوّلت فى جزء كبير منها إلى أطراف آخري و هي مؤسسات الدراسات والبحوث العلمية والأكاديمية حتى تدرس الظاهرة الإرهابية بأبعادها العلمية و العمليه  ودفعا للبحث و نسج فهم متعدد الاتجاهات لهذه الظاهرة.  

و على امتداد هذا اليوم سنطرح للنقاش محاور أساسية لأشغال الندوة:  

  • وعي النخبة السياسية بالخطر الإرهابي في المرحلة الانتخابية 
  • التعاون الأمني و السياسي و الحزبي لإنجاح الفترة الانتخابية 
  • التحضيرات الأمنية لإنجاح الفترة الانتخابية  
  • التعاون الإعلامي في الفترة الانتخابية لإنجاح المسار الانتخابي

كما نتمنى أن تكون الندوة منبرا أكاديميا للدراسات قصد إيجاد الحلول الإستراتجية  للتهديدات الإرهابية في الفترة الانتخابية  و التوضيح للأصحاب القرار والرأي العام لبيان مدى امتدادا و اتساع هذه الظاهرة. كما يمكن أن تكون هذه التظاهرة العلمية بوابة تفتح لتتفرع منها العديد من الإشكاليات و التظاهرات و الأبحاث و الدراسات و ورشات العمل و ذلك للإحاطة بكل الجوانب التي تمسّ هذه الظاهرة بصورة  مباشرة أو بصفة غير مباشرة.  

إن  الندوة ذات بعد ديناميكي و حركي نتقاسم فيها موضوع نجاح الفترة الانتخابية و تأمينها من مخاطر العمليات الإرهابية و إفشالها فبالدعم و بتضافر الجهود يمكن أن نتوصل إلى تحقيق أهدافنا و هو نجاح المرحلة الذي يعتبر نجاحا للمجتمع المدني و لتونس كنموذج في المنطقة و ضربة قاضية للإرهاب و الإرهابيين الذين يحاولون إحباط  المسار المدني و مقومات الدولة المدنية الحديثة.  

By Zouhour Mechergui

Journaliste