السبت. ديسمبر 21st, 2024

19 و 20 جوان 2014 نزل الافريكا- تونس

أشكالية الندوة

           تأتي الندوة الدولية في ظرف حساس أين تتعرض منطقة الساحل الإفريقي، إفريقيا الشمالية و الضفاف الشمالية للمتوسط إلى ضربات عنيفة إرهابية مع تفاقم ظاهرة التهريب مما جعل الأمـــن الداخلي والحدودي، و الاقتصادي والإستراتيجي يهتز. وقد تفاقمت هذه الظاهرة و أصبحت أكثر جلية للعيان منذ 2011.  كما تتعرض منطقة الساحل و إفريقيا الشمالية كل يوم تقريبا لمزيد من الضربات و التهديدات التي تواصلت حتى الضفاف الشمالية للمتوسط، وقد تزامن ذلك مع ظهور الأحزاب السياسية الإسلامية وتزامن أيضا مع بروز المجموعات الجهادية الإرهابية والمافياوية.  .

إن حالة اللاّاستقرار والاضطرابات الاقتصادية وحالة الغليان الاجتماعي على المستوى الإقليمي تجعل الأرضية متاحة لظهور الإرهاب و التهريب و خاصة بمنطقة ما يسمي بالمغرب الإسلامي. فوجود 25 مليون قطعة سلاح في ليبيا يعد مثلا ميدانيا للاضطرابات و لتجارة تهريب السلاح و انتشاره عبرالحدود  البرية  و البحرية (4200 كلم و 1770 كلم). كذلك الهجوم الذي حصل في الجزائر على القاعدة البترولية و الغازية “عين اميناس”، هو دليلا قاطعا على تغلغل ظاهرة الإرهاب و التهريب. و لهذا فان تأمين الحدود أصبح ضرورة ويمثل الهمّ الأكبر لبلدان الساحل و المغرب العربي و أوروبا. أن دراسة الوضع الراهن للوضع الأمني وإعادة التفكير فيه أصبح أولوية  قصوى وحتمية و ذلك للكشف عن الشبكات المخفية  و العلاقات ذات الصلة التي تتحرك على الصعيد الإقليمي و القاري.

أمام هذه الشبكات الإرهابية و المافيوية لا توجد أي إستراتجية عمل وقع اتخاذها إلى حدّ الآن، و لذا فان تأمين الحدود أصبح من الأولويات لدى أصحاب القرار. فالاضطرابات قد تكررت و اتسعت رقعتها الجغرافية لتمتد من الساحل ألى الضفاف الشمالية للمتوسط. ثم إن غياب سياسة أمنية حدودية واضحة للدول المعنية بخطر الإرهاب من الساحل الإفريقي والمغرب العربي و أوروبا الجنوبية، كان سببا لتنظيم هذه التظاهرة (الندوة الدولية) ولفتح المجال لإعادة  التفكير و التعمق في هذا الموضوع.

هذه الندوة هي بالأساس إجابة على العديد من الأسئلة ومنها:

  1. كيف هي الوضعية الأمنية الحدودية الراهنة لكل بلد يهمه موضوع الحدود بالمنطقة؟
  2. ما هي مصادر تمويل الشبكات الإرهابية و كيف تتحصل على السلاح و الدعم اللوجستي؟
  3. ما هي السياسات التي يجب أن تتخذها بلدان الساحل الإفريقي  و المغرب العربي  وبلدان  الضفاف الشمالية للمتوسط للتصدّي للتهديدات الإرهابية و لوضع حد لها؟

نطمح من خلال هذه الندوة باالخروج بتوصيات و حلول لهذه المشاكل. فغياب التنسيق بين هذه البلدان وخاصة فى السياسات الأمنية تعتبر حاجزا كبيرا لتأمينها من الإرهاب و التهريب و  لتحديد السياسات الأمنية الشاملة مع الأخذ بعين الاعتبار للمعايير و الخصوصية لكل بلد على حدة. فأمن الحدود لا يقف على التنسيق بين الجيوش و الأمنيين فحسب بل يشمل أبعادا كثيرة منها البعد الثقافي والاجتماعي والتعليمي… كما أن غياب المشاريع الاجتماعية و الاقتصادية الناجعة للمناطق المتاخمة للحدود تمثل عائقا كبيرا لتأسيس امن حقيقي و دائم في هذه البلدان.

نطمح في هذه الندوة  لفهم عمل وتفرعات  ظاهرة الإرهاب و التهريب وطرح الإشكاليات التي يمكن أن يلتزم بها الفاعلون في هذه الندوة. كما سيتم أدراج فعاليات  الندوة ضمن كتاب ابيض تكون فيه تحاليل و نقاشات و رؤية الخبراء خاصة الميدانيين منهم  و ذلك قصد إعطاءالفاعلين السياسيين رؤية إستراتجية للتصدي لهذه التهديدات لأنها أصبحت واقعا شديد الخطورة على أمن البلدان المهددة بالظاهرة الأرهابية.

لكن ما يجب وضعه بعين الاعتبار هو أن الحرب ضدّ هذه الظاهرة ليست شأنا حكوميا فقط إنما تحوّلت فى جزء كبير منها إلى أطراف آخري و هي مؤسسات الدراسات والبحوث العلمية والأكاديمية حتى تدرس الظاهرة الأرهابية بأبعادها العلمية والعمليه  ودفعا للبحث و التحليل و نسج فهم متعدد الاتجاهات لهذه الظاهرة.

في هذه الندوة سوف نحاول التطرق إلى تساؤلات وطرح وسائل بحث، و عرض حلول عملية.

و على امتداد هذين اليومين سنطرح للنقاش محورين أساسيين يقودان أشغال الندوة:

  1. التهديدات الإرهابية على الحدود : التشخيص للوضع الراهن و السياسات المتبعة للحكومات المعنية بالظاهرة
  2. التفكير حول إستراتجية أمنية حدودية شاملة أنية، متوسطة و بعيدة المدى بالنسبة لبلدان الساحل و المغرب العربي و أوروبا الجنوبية.

كما نتمنى أن تكون الندوة منبرا أكاديميا للدراسات قصد إيجاد الحلول الإستراتجية  للتهديدات الإرهابية و التوضيح للأصحاب القرار والرأي العام على مدى امتدادا و اتساع هذه الظاهرة. كما يمكن أن تكون هذه التظاهرة العلمية بوابة تفتح لتتفرع منها العديد من الإشكاليات و التظاهرات و الأبحاث و الدراسات و ورشات العمل و ذلك للإحاطة بكل الجوانب التي تمسّ هذه الظاهرة بصورة  مباشرة أو بصفة غير المباشرة.

هذه الندوة ذات بعد ديناميكي و حركي نتقاسم فيها موضوع السلام و الأمن في إطار مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة في الساحل و المغرب العربي و الضفاف الشمالية للمتوسط.

فباالدعم و بتظافر الجهود يمكن أن نتوصل إلى تحقيق أهداف الوصول إلى السلام الدائم في كل المنطقة.   

By Zouhour Mechergui

Journaliste